يحتاج، ويناولهم الثمن، فيضعونه في إناء فيه خل ونحوه، مع التحفظ التام. (راجع الفصل الأول من المقالة الثانية).
وقد تزودنا من هذه المدينة ما احتجنا إليه، من الفواكه، والخضراوات والمياه العذبة.. إلى آخره، وأقمنا بموردتها خمسة أيام وشاهدنا من بُعد قصورها العالية وهياكلها الشامخة السامية ورأيناها توقد قناديلها ووقداتها قبل أن يدخل وقت الغروب، وتمكث بعد شروق الشمس.
(ص ٣٥، ٣٦) والظاهر أن مدة مرورنا بها كانت عيدًا؛ حيث إننا سمعنا بها أصوات النواقيس مدة إقامتنا، حتى إن ضربهم النواقيس مطرب جدًا.
وقد صنعت في ليلة من هذه الليالي، في المحادثة مع بعض الظرفاء مقامة ظريفة، مضمونها ثلاثة معان:
الأول: المجادلة في أنه لا مانع من أنه الطبيعة السليمة تميل إلى استحسان الذات الجميلة مع العفاف، وأنشأت في ذلك حملة شواهد لطيفة، وأنشأت فيه قولي:
الثاني: سكر المحب من معاني خمر عين محبوبه، واستغناؤه عن الراح براحته، وأنشأت فيه هذا المعنى قولي:
الثالث: في تأثر النفس بضرب الناقوس، إذا كان من يضرب الناقوس ظريفًا يحسن ذلك، وقد أنشدت في هذا المعنى قول الشاعر:
وذيلتها ببعض أبيات مجنسة، والبحث في معناها، ونوع تجانيسها، بالجواب عن بعض ألغاز نحوية.. إلى آخره، وليس هذا محل بسط الكلام في ذلك.