انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/47

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الفصل الثالث

أعطاه للإفرنج من النظافة. ولو على ظهر البحر! فإن أهل المركب التي كنا فيها يحافظون على تنظيفها وإذهاب الوسخ ما أمكن، حتى إنهم يغسلون مقعدها كل يوم من الأيام، (ص ٣١، ٣٢) ويكنسونها في غرف النوم كل نحو يومين، وينفضون الفراش وغيره، ويشمونها1 رائحة الهواء، ويزيلون أوخامها، مع أن النظافة من الإيمان، وليس عندهم منه مثقال ذرة!

ومع ما عند الفرنساوية من النظافة الغريبة بالنسبة لبلادنا، فإنهم لا يعدون أنفسهم من الأمم كثيرة الاعتناء بالنظافة، كما يفهم من هذه العبارة المترجمة من كتاب «العوائد والأخلاق» المؤلف باللغة الفرنساوية، وعبارته:

«أعظم الناس اعتناء بنظافة المنازل: أهل «الفلنمك»، فتجد في مدنهم غالب حاراتهم مبلطة بالحجر الأبيض، المتعهد بالتنظيف، وبيوتهم مجملة من خارجها أيضًا، وشبابيكهم (القزاز) تغسل دائمًا، بل وحيطانهم الخارجية.»

وقد توجد النظافة في حصة من بلاد الإنكليز، وببلاد الأقاليم المجتمعة2 من «أمريكة»، وهي قليلة في فرنسا والنمسا وغيرهما.

ومن الأمم من هي كثيرة الاتساخ، وكثيرة القمل، بل تجد بعض أناس يأكلهم القمل، ولا يبالون.

وقد ذهب داء البرص من منذ انتشار الأقمصة البيض التي تغسل، ويغير بها كل أسبوع مرة، وعدة مرات، فالملابس البيض من جملة ما أنتج النظافة والسلامة من آثار الأوساخ الرديئة».

انتهى.


  1. في المطبوعة «ويشممونها».
  2. محاولة منه لترجمة كلمة Stats-units.
٤٧