- الثالث عشر: غيبوبة الحياة بدخان الفحم كل من يمكث في غرفة مغلقة موقد1 بها فحم فقد ألقى نفسه في مهلكة، فمبدؤها يحصل للإنسان شدة وجع الرأس، وبعد ذلك يعتريه تعسُّر النفس. ثم يقع في ذبول، كحالة الموتى، فإن عولج فذاك، وإلا هلك.
ومعالجته هي أن تسرع إلى تعريضه في الهواء وتتجرده من أنوابه، وتنيمه على ظهره، وتسقيه ماء ممزوجًا بخل وترش من هذا الماء على وجهه وصدره، وتبل خرقة من ذلك الماء وتدلك بدنه بها، وتمسح وجهه ثم تعيد ذلك عدة مرات، وتقرب نحو مشامه عود كبريت مشتعلاً، أو غيره من حاد الرائحة، وتغمزه في باطن أنفه بطرف ريشه، وتحقنه مرتين: الأولى بماء ممزوج بخل والثانية بماء ملح، فإن بقي بعد ذلك على حالته فدلك فقار ظهره بممسحة من عرف حيوان، والطخ شيئًا من معجون الخردل على بطن رجليه، وأدخل الهواء في صدره بأن تدخل في إحدى طاقتي أنفه فم منفاخ وليس في الغالب يُفيق المريض، فإن ساعدتك المقادير على إفاقته وظهر شيء من أمارات الحياة فضعه في فرش عظيم التسخين، في غرفة بها الهواء وألعقه شيئًا من خير الأشربة.
- الرابع عشر: في معالجة الحرق: أول ما يحترق عضو الإنسان فليغمس العضو في أبرد ما يمكن من الماء، وإن تعذر غمسه في الماء، فرشه دائمًا بإسفنجة مملوءة منه، وكلما تسخن الماء المستعمل في ذلك الغسل فجدده، وواظب على ذلك ساعات، وافتح ما ينتفخ من الدمامل بطرف إبرة واحذر أن تفشخها أو تسلخ البشرة، ثم الطخ على ذلك العضو المرهم الملصوق على بعض خرقة رقيقة بورق اللازوق ومحل هذا كله ما لم يمض نصف ساعة قبل غسل العضو المحترق في ماء بارد، وإلا فهذا الدواء يكون مضرًا، بل في هذه الحالة لا بد أن تكتفي باستعمال المرهم الذي تنوب عنه الزبدة الطرية، ولو رأيت الحرق امتد على العضو بتمامه فعليك بالحكيم لتستعين به على ذلك.
- الخامس عشر: في الجدري والتخلص من مجيئه بتلقيح البقري.
أمر الجدري معلوم، وكونه إما قاتلاً أو مشوهًا. لا سيما بالوجه بين عند سائر الناس، وربما أذهب البصر وأورث أسقامًا تنقضي إلا انقضاء الأجل، وهناك طريقة
- ↑ في الأصل: مغلوقة موقود.