نصيحة الطبيب
- السادس: قاعدة يجب اتباعها في تعهد الصغار والأطفال، حق على الأمهات اللاتي يردن حفظ صحة أنبائهن وتربيتهم أن يتركن عوائد البربر من لف الأطفال بكيفية يمتنع معها تحركهم، وتنقل أرجلهم أو أيديهم، فكيف يقلن لو أخبرهن إنسان أن اللازم لصحتهن أن يحتبسن في أثوابهن وأن يلصقن أذرعتهن ببدنهن، وألا يتحركن؛ كالمسلسل! فلأي شيء يصنعن ذلك بأطفالهن، وهم ضعاف، فليطلقنهم يتحركوا وليعرضن أطرافهن للهواء، من يتوهم من غير مستند أن الفرس الصغير أو العجل كذلك من المستحسن لصحتهما ربطهما تكتفهما على ذلك الوجه، أو ليس أن حكم تربية الآدمي كغيره من باقي الحيوانات؟
- السابع: السم بالفطر1 وهي جنس رديء من الكمأة، كثير من الناس من يهلك بميله إلى الفطر، وكان الأحسن في حقهم يقينًا أن يتجنبوه، وقد شوهد غير مرة أن الأم تحمل لعيالها كثيرًا من الفطر لتبرئهم به فتقتلهم بيدها، وأعمال هذا النبات السمي لا يظهر إلا بعض مضي ست ساعات إلى اثنتي عشرة؛ فأول ما تحس بها اطلب الطبيب وتناول مدة انتظار حضوره حبتين أو ثلاث حبات من الطرط مقيء، أي: ملح الطرطير المقيء بعد تذويبه في طاستي ماء.
- الثامن: السم بالزنجار، اعلم أن آنية النحاس التي تستعمل فيها المطبوخات هي خطرة بسبب زنجرتها سريعًا، والزنجار سمٌّ قوي، فلتبيض أوانيك وقتًا بعد وقت بالقصدير، ولا تترك الأطعمة تبرد فيها، خصوصا إذا كان بها الخل أو الحماض أو الحريفات أو الدسمة، فإذا اعتراك وأنت محترز عن ذلك قولنج أو قيء فامزج نحو خمسة عشر من بياض البيض في (قزازتي) ماء، واشرب منها طاسة في نحو دقيقتين لتتقيأ السم، فإن لم تجد البيض فأكثر من شرب اللبن فإن عدمت اللبن فمن الماء المحلى أو ماء الصمغ.
- التاسع: داء الكلب، وهو معروف لسائر الناس بوصفه وعمله الرديئين، وهو يتولد طبيعة في الذئاب والثعالب والسنانير وخصوصًا في الكلاب، وعضة الحيوان الكلب تكسب هذا الداء للآدميين وغيرهم من الحيوانات، وعلامة الكلْب الكَلِب أنك تراه أولاً كئيبًا ذابلاً مدة أيام، فيختفي، ويسلك المحال المظلمة، ولا ينبح، بل يختفي ويترك المأكل والمشرب، ثم يهجر بيت أصحابه، ويجري من جهة إلى أخرى، ويقف شعره،
- ↑ يسمى: نبات أوبر.
١٥٥