انتقل إلى المحتوى

صفحة:تخليص الإبريز في تلخيص باريز - هنداوي.pdf/145

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
الفصل التاسع

وفي باريس أيضًا حكماء لتوليد النساء، فإن العادة أيضًا في باريس أن المرأة يولدها رجل حكيم عارف بأمور الولادة.

وبها حكماء لمعالجة البياضة التي تنزل بالعين، والماء الذي يعميها، وبها حكماء لأوجاع الصدر وداء الفالج الذي هو شلل بعض الأعضاء، فيداوونه بعلاج يسمى: «الإكمبكتور»1 (بكسر الهمزة والكاف، وسكون الميم، وضم الباء، وسكون الكاف، وضم التاء) يعني شكات دبابيس كثيرة دقيقة، فيخرجون بذلك شيئًا من الدم، ينفع لتخفيف ضرر هذا الداء، وبها حكماء لعلاج اختلال خلقة الإنسان، وهذا العلاج يسمى: «الأرتوبيدي»2 (بضم الهمزة، وسكون الراء، وضم التاء، وكسر الباء، وسكون الياء، وفتح الدال) يعني فن إصلاح خلل أعضاء الأطفال، فمن الحكماء من يصلح خلل الفم أو الوجه، ومنهم من يشتغل بتدبير الأعضاء الناقصة لسد خللها بأعضاء أخرى مدبرة.

ثم إن فروع العلوم الطبية كثيرة، فالمشهور منها فن التشريح، وفن تمييز أمراض الإنسان من حال طبيعته، وفن الكيمياء العقاقيرية، وفن أسباب الأمراض الباطنية الطبية، وعلم الجراحة الطبية، ووضع العصابة على الجراح، والتضميد بالمراهم، وفن تطبيب ملازم الفراش المبتلى بأمراض ظاهرية، وفن تطبيب ملازم الفراش المبتلى بأمراض باطنية، وفن معالجة النفساء، وتوليد الحامل، وعلم الطبيعة التي تدخل الطب، وعلم العقاقير والأدوية المفردة أو المركبة، وصناعة المعاجلة ومباشرة المريض.

ومدارس الحكمة بمدينة باريس منافعها شهيرة؛ فمنها مدرسة كبيرة تسمى «أكدمة الصكمة السلطانية، وهي ديوان الحكماء السلطانية وهي مجعولة لحاجة المملكة الفرنسية، ومباشرة الأمراض العامة الضرر، كالأمراض الوبائية، والأمراض التي يعتقد الفرنساوية أنها معدية، وكمرض فصل البهائم.

ومن وظيفة علماء «أكدمة الحكمة» معالجة سائر الناس بما تجعله المملكة موقوفًا على النفع العام، كإشهار تلقيح البقري، لإخراج الجدري، وامتحان الأدوية الجديدة، والأدوية المكتومة، وامتحان الأدوية المعدنية الأصلية أو المصطنعة، لإدخالها في الأدوية، وبالجملة فأهل هذه الجمعية السلطانية أعظم الحكماء الفرنساوية.


  1. L’acuponcture.
  2. L’orthopédie.
١٤٥