صاحب قوة تامة في مملكته بشرط رضاء تلك الدواوين المذكورة، وله خصوصيات أخرى سيأتي ذكرها في السياسة الفرنساوية.
ووظيفة أهل ديوان «البير» تجديد قانون مفقود، أو إبقاء قانون موجود على حاله، ويسمي القانون عند الفرنساوية: شريعة: فلذلك يقولون: شريعة الملك الفلاني، ومن وظيفة ديوان «البير» أن يعضد حقوق تاج المملكة، ويحامي عنه، ويمانع سائر من يتعرض لها، وانعقاد هذا الديوان يكون مدة معلومة من السنة، في زمن اجتماع ديوان رسل العمالات، بإذن ملك الفرنسيس، وعدد أهل ذلك الديوان غير منحصر في عدة مخصوصة، ولا يقبل دخول الإنسان فيه إلا وهو ابن خمس وعشرين سنة ولا يشرك في الشورى إلا وهو ابن ثلاثين سنة ما لم يكن من بيت المملكة، وإلا فبمجرد ولادته يحسب من أهل هذا الديوان ويشرك في المشورة حين يبلغ عمره خمسًا وعشرين سنة.
وكانت وظيفة «البيرية» متوارثة للذكور فيقدم أكبر الأولاد، ثم بعد موته يقدم من يليه وهكذا.
ووظيفة ديوان رسل العمالات غير متوارثة، ووظيفتهم امتحان القوانين والسياسات والأوامر والتدبير والبحث عن إيراد الدولة ومدخولها ومصرفها، والمنازعة في ذلك والممانعة عن الرعية في المكوس والفرد1 وغيرها؛ إبعادًا للظلم والجور وهذا الديوان مؤلف من عدة رجال ينصبهم أهالي العمالات وعددهم أربعمائة وثمانية وعشرون رسولاً ولا يقبل إلا من يكون سنه أربعين سنة، ولا بد أن يكون لكل واحد منهم عقارات تبلغ فردتها ألف فرنك كل سنة، وأما الوزراء فإنهم متعددون؛ فمنهم وزير الأمور الداخلية، ثم وزير الحرب. ثم وزير الأمور الخارجية، ثم وزير البحر والخارجين من بلاد الفرنسيس، النازلين ببلاد يعمرونها، في غير بلاد الفرنسيس، ثم وزير الخزينة ثم وزير الأمور الدينية، ثم وزير تعليم الفنون والصنائع، ثم وزير التجارات ووزير الأمور الداخلية نظير (الكتخدا) ببر مصر، ووزير الخزينة نظيرًا لخازندار، ووزير التجارات نظير ناظر التجارات، ووزير الأمور الخارجية نظير رئيس أفندي بالدولة العثمانية، ووزير الحرب نظير ناظر عموم الجهادية، وهكذا. غير أنه عندنا ليس وزيرا، وعندهم يعدونه من الوزراء.
وأما الديوان الخصوصي، فإنه تخصيص الملك لجماعة بمشورته إياهم على مادة مخصوصة، والغالب على أهل هذا الديوان كونهم من أقاربه ووزرائه.
- ↑ الفرد جمع الفردة وهي الضريبة. وهي كلمة تستعملها العامة في مصر إلى وقتنا هذا.