على عدو لهم فخالفهم العدو الى بيوتهم ولم يكن فيها الا المشايخ والصبيان والنساء ، فلما تحقق المشايخ أنه العدو أمروا النساء أن يلبس ثياب الرجال ويتلثمن ويضيقنه حتى لا يعرفن ويلبسن السلاح ، ففعلن ذلك وتقدم المشايخ والصبيان أمامهم واستدارت النساء بالبيوت ، فلما أشرف العدور رأوا جمعاً عظيما فظنوه رجالا وقالوا هؤلاء عند الحريم يقاتلون قتال الموت والرأي أن نسوق الظعن ونمضي فان منعوه قاتلناهم خارجاً عن حريمهم ، فبينما هم في جمع النعم بالمرعى وقد أقبل رجال الحي فبقى العدو بينهم وبين النساء فاقتتلوا وقتل من العدو جمع كثير ، وكان من قتل من النساء أكثر . فمن ذلك الوقت جعلوا اللثام سنة يلازمونه فلا يعرفه الشيخ من الشاب ، ولا يزيلونه ليلا ولا نهاراً ومما قيل فيه من الشعر:
ولم يزل ملك أرض المغرب والاندلس بيده الى تمام الخمسمائة فتوفي وتولى بعده ابنه على . وكان يوسف حسن السيرة خيراً عادلا ، يميل لاهل الدين والعلم . و يكرمهم ويصدر عن رأيهم
ولما ملك الاندلس جمع الفقهاء وأحسن اليهم ، فقالوا ينبغي أن تكون ولايتك. من الخليفة لتجب طاعتك على الكافة ، فأرسل الى الخليفة المستنصر بالله العباسي. ببغداد رسولا ١ معه هدية كثيرة وكتاب يذكر ما فتح من بلاد الافرنج وما اعتمده. من نصرة الاسلام ، ويطلب تقليداً بولاية البلاد . فكتب له تقليداً من ديوان الخلافة بما أراد ، وسيرت اليه الخلع فسر بذلك ولقب أمير المسلمين ، ولقب بعده على ابنه بذلك ، و ازداد بعد توليه في اكرام العلماء والوقوف عند اشارتهم
- ↑ قال ابن خلدون : وبعث اليه عبد الله بن محمد بن الغرب المعامي الاشبيلي، وولده القاضي ابا بكر