انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/85

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
نسب الملثمين
٦٩

على عدو لهم فخالفهم العدو الى بيوتهم ولم يكن فيها الا المشايخ والصبيان والنساء ، فلما تحقق المشايخ أنه العدو أمروا النساء أن يلبس ثياب الرجال ويتلثمن ويضيقنه حتى لا يعرفن ويلبسن السلاح ، ففعلن ذلك وتقدم المشايخ والصبيان أمامهم واستدارت النساء بالبيوت ، فلما أشرف العدور رأوا جمعاً عظيما فظنوه رجالا وقالوا هؤلاء عند الحريم يقاتلون قتال الموت والرأي أن نسوق الظعن ونمضي فان منعوه قاتلناهم خارجاً عن حريمهم ، فبينما هم في جمع النعم بالمرعى وقد أقبل رجال الحي فبقى العدو بينهم وبين النساء فاقتتلوا وقتل من العدو جمع كثير ، وكان من قتل من النساء أكثر . فمن ذلك الوقت جعلوا اللثام سنة يلازمونه فلا يعرفه الشيخ من الشاب ، ولا يزيلونه ليلا ولا نهاراً ومما قيل فيه من الشعر:

قوم لهم درك العلا في حمير
واذا انتموا صنهاجة فهم همو
لما حووا احراز كل فضيلة
غلب الحياء عليهم فتلنموا

ولم يزل ملك أرض المغرب والاندلس بيده الى تمام الخمسمائة فتوفي وتولى بعده ابنه على . وكان يوسف حسن السيرة خيراً عادلا ، يميل لاهل الدين والعلم . و يكرمهم ويصدر عن رأيهم

ولما ملك الاندلس جمع الفقهاء وأحسن اليهم ، فقالوا ينبغي أن تكون ولايتك. من الخليفة لتجب طاعتك على الكافة ، فأرسل الى الخليفة المستنصر بالله العباسي. ببغداد رسولا ١ معه هدية كثيرة وكتاب يذكر ما فتح من بلاد الافرنج وما اعتمده. من نصرة الاسلام ، ويطلب تقليداً بولاية البلاد . فكتب له تقليداً من ديوان الخلافة بما أراد ، وسيرت اليه الخلع فسر بذلك ولقب أمير المسلمين ، ولقب بعده على ابنه بذلك ، و ازداد بعد توليه في اكرام العلماء والوقوف عند اشارتهم

  1. قال ابن خلدون : وبعث اليه عبد الله بن محمد بن الغرب المعامي الاشبيلي، وولده القاضي ابا بكر