نسب الملثمين١
هم عدة قبائل ينتسبون الى حمير أشهرها لمتونة ، ومنها أمير المسلمين يوسف ابن علي بن تاشفين . وجدالة ، ولمطلة . وكان مسيرهم من اليمن أيام الصديق رضي الله عنه أمرهم بالمسير إلى الشام وانتقلوا إلى مصر، ودخلوا المغرب مع موسى بن نصير و توجهوا مع طارق إلى طنجة وأحبوا الانفراد فدخلوا الصحراء واستوطنوها الى سنة ثمان وأربعين وأربعمائة وتوجه رجل منهم يقال له الجوهر من قبيلة جدالة إلى أفريقية طالباً فاحج و كان محباً للدين ، فمر بفقيه بالقيروان وعنده جماعة يتفقهون قيل هو الفقيه أبو عمر ان الفاسي، فأصغي اليه الجوهر وأعجبه حاله فلما رجع من حجه قال للفقيه . ماعندنا من هذا في الصحراء شيء غير الشهادة
والصلاة في بعض الخاصة فابعث معي من يعلمهم شرائع الاسلام، فبعث معه رجلا اسمه عبد الله بن ياسين الكردلي ٢ ، وكان فقيهاً صالحاً شهما ، فسار معه حتى أتيا قبيلة لمتونة فنزل الجوهر من جمله وأخذ بزمام جمل ابن ياسين تعظيما للاسلام فأقبلوا على الجوهو يهنوئه بالسلامة وسألوه من الفقيه فقال : هذا رجل حامل سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قد جاء يعلمكم دين الاسلام ، فرحبوا بهما وأنزلوهما ، وقالوا تذكر لنا شريعة الاسلام ، فعرفهم عقائد الاسلام وفرائضه فقالوا: أما ما ذكرت من الصلاة والزكاة فهو قريب ، وأما ماقلت من قتل يقتل ومن سرق يقطع ، و من زنى رجم، أو جلد، فأمر لانلتزمه فاذهب لغيرنا . فرحل عنهم فنظر إلى الفقيه شيخ كبير وقال لابد أن يكون لهذا الجمل في هذه الصحراء