في حكم يحيى بن اسحاق الملثم إلى أن وصل الناصر بن يعقوب بن يوسف بن عبد المؤمن بن علي الى افريقية سنة احدى وستمائة فاستنقذ قابس ، وبايعه أهل طرابلس ، وتردد عليهما حفاظ الموحدين من قبله ، ثم من قبل الشيخ ابن محمود ابن أبي حفص بن عبد المؤمن بعد انفصال الناصر واستخلافه إياه عليها . وكان يحيى ابن اسحاق لما استولى على البلدين طرابلس وقابس وأستقر عنده أن شرف الدين فراقش أقام بودان ١ فتوجه اليه بمن استصحب من العرب الذبابيين من أولاد محمود ٢ وجارية بن وشاح، الموتورين من قبل قراقش وحصر بها إلى أن فنى طعامه وأعطى بيده سلما واشترط على العرب أن يقتلوه قبل ولده وكان شديد المحبة له . فلما خرج هو وولده اليهم قال له الولد يا أبت إلى أين يروحوا بنا؟ فقال الى حيث رحنا بشبابهم. فقتلوه وقتلوا ولده بعده وصلبه يحيى بظاهر ودان
ويحي هذا هو يحيى بن اسحاق المعروف بابن غانِيّة من أعيان الملثمين الذين كانوا ملوك المغرب واغتصبوه من أيدي زناته الذين ثاروا أيام الفتن بعد خروج أفريقية عن بيعة بني عبيد و هي دولة رديئة مذمومة سيئة لا ديانة لها ولا سياسة. فلنذكر نسبهم وسبب توليهم تتميما للفائدة فنقول :
- ↑ ودان مدينة تقع على رأس جبل صغير كان بها سور وبه باب واحد يجتمع إلى الجهة الشرقية وفي الجهة الغربية منه قلعة . والآن تهدم السور ولم يبق منه الآن إلا الباب وحوله شيء قليل وقد كثر عمرتها الان وأمتد خارج السور وما حواليه بكثير وهي تقع على مسافة ٥٣٤ ميلا إلى الجنوب من مدينة طرابلس والى شمال زويلة بنحو عشرة أيام اقتتحها يسر بن أرطاة سنة ٢٣ ثم انتفض أهلها ومنعوا ما كان يسر فرضه عليهم وفي ايام معاوية بن ابي سفيان ذهب اليها عقبة بن نافع ومعه يسر بن أرطاة في جيش عظيم حتى نزال غدامس فافتحها ستة ٤٧ وخلف عقبة جيشه هناك واستخلف عليه زهير بن قيس البلوي ، ثم سار بنفسه في ٤٠٠ فارس ، و ٤٠٠ جمل بثمانمائة قربة ماء حتى قدم ودان افتتحها وأخذ ملكها فجدع أنفه فقال لم فعلت هذا وقد عاهدت المسلمين ؟ فقال عقبة : ادبا لك اذا مسست انفك ذكرت فلم تحارب العرب ، واستخرج منه ما كان بسر فرضه عليه وهو ٣٦٠ رقاً
- ↑ اولاد محمود لا يزالون يمرقون بهذا الاسم وهم من العرب الرجل يسكنون الباديه فيما وراء الجوش إلى الجهة الغربية وبعضهم يسكن يفرن وهم . من المحاميد