استيلاء رجار على المهدية المحسن قد احتفل به و شحنه بذخائر ملوكية نيوجه بها إلى الحافظ العبيدي صاحب ، وكان ذلك المركب يسمى نصف الدنيا . ولم يزل يوالى الغزو عليه بأساطيله - و المقدم عليها جرجي المذكور وهو العارف بالمهدية حاضرة وبادية ويسعفه في ذلك إلى أن دخلت سنة ثلاث يوم - وأربعين وخمسمائة فلم يشعر الحسن صبيحة : الاثنين الثاني من صفر الا وقد المذكور١ في ثلاثمائة مركب، فأرسى على بعد من المهدية ، طلع عليه جورجي وكانت الريح منعة من الدخول إلى المرسى فأرسل الى الحسن يخادعه ، ويذكر أنه إنما وصل الطلب عسكر يستعين به على أهل قابس ليرد اليها ابن رشيد واليها الفار اليه مستغيثا به - وله قصة طويلة من رامها فليراجع محلها - فعلم الحسن أنها مخادعة إلى أن يتهيأ له الريح فيدخل اليها ، و أنه لم يصل الا يعد علمه بخلاء المهدية من العسكر، وكان الغلاء المتوالى على إفريقية أضعف أكثر جند المحسن وأهلك خيلهم ، ومع ذلك كانت بقية العسكر في محاربة أبن خراسان بتونس عضداً المحرز ابن زياد القادمي صاحب المعلقة : فعزم الحسن على تسليم المهدية للنصارى و أمر في الحين بالرحيل عنها وخرج من القصر با خف معه ومن أ أمكنه من أهله وولده و حشمه ، وتبعه الناس ظرين بما قدروا عليه من أهل وولد ، وجرى عليهم في عند خروجه : « سلامة هذه الضغطة ما لم يكونوا يقدرونه . وكان الحسن يقول :
- ↑ هو جرحي بن ميخائيل الانطاكي قائد اسطولى ريجار. كان نصرانية هاجر من المشرق وقد تعلم اللسان وبرع في الحساب وتهذب في الشام بأنطاكية وغيرها اسطنعه تميم واستولى عليه ، وكان يحيى بشاوره فانما هلك تمیم احمل مجرجي الجميلة في اللحاق برجار فلحق به وسطي عنده واستعمله على السطوله . من ابن خلدون ( ص ١٦١ : ج ١ )
والبار ومتنزهات غناء وثمار جيدة. وفيها يقول اين حديس:
افتتحها أسد بن الفرات سنة ٢١٢ في زمن رغدة الله بن الاغلب في ايام المامون المجم
قلت : وهي الآن من مالك أيطاليا ولا تزال آثار المسلمين قائه بها في كل ناحية وتسمى سيسيليا