حماها الله- في نحو من الثلاثمائة مركب حاملة ثلاثين ألف راكب، وزهاء الف فارس. وكان اقلاعه في طالع مقارن للنحوس، قاض عليه باتلاف أمواله وأهلاك النفوس . فمن أول ما أنشاء الله فيه من فعل الجميل ، وأظهره من عنايته التيه لا يؤدى حقها بغير الشكر الجزيل ، أن أرسل عليهم ربحاً جرت جميعهم إلى التيار وأصلتهم بين الماء حر النار، في كلام طويل ولما أقلع الاسطول الى صقلية خائبا خاسراً غاظ رجار ذلك . واتفق بأثر ذلك أن وصل الاسطول الملتم مرة أخرى، وقائده محمد بن ميمون المذكور، وقبل مغادرة بلاد رجار قتل وجمل نساء ها سبياً إلى بلاده. وكان وجار كلما وصل أسطول من المغرب إلى بلاده نسبه الى الحسن ، فعزم العزم المصمم على غزو المهدية وأفشى في ظاهر الامر أن بينه وبين الحسن صلحاً و أو في نفسه ما فيها لتم خديعته ويتمكن من مراده. وكان بين الحسن و بين ابن عديمي بن [العزيز بن منصور١ ] بن الناصر ابن علناس المتقدم الذكر صاحب بجاية ما أوجب أن بعث في هذه المرة لمحاصرته بالمهدية أسطولا في البحر وجيشاً في البرقائده مطرف بن علي بن حمدون الفقيه، تحصر المهدية براً وبحراً ، ونزل مطرف بجيشه بظاهر زويلة ، فأستمد الحسن رجار فأمده بأسطول ، فعلم مطرف بذلك قارتحل عن المهدية مسرعاً ، وكانت لوجار جواسيس بالمهدية فكتبوا إليه يعلمونه أنه مرساها مواكب قد استوفت وسقهاء قائد اسطوله المتوجه للنصرة بالهجوم عليها وأخذها ، فأخذ ذلك
غدراً و حملها إلى صقلية ٢ ، ثم هجم بعد ذلك على مرسى المهدية فأخذ منه مركبا
- ↑ كانت بالاسله يحيى بن المعزين بأديس بن المنصور الخ وهو خطأ والصواب ما أثبتتاء كما يؤخذ من ابن خلدون ( ص ١٦٢ : ج ٦ )
- ↑ ( سمية ) بثلاث كسرات وتشديد اللام ، والياء أيضا مشددة : مدينة على شاطىء بحر الروم العماني فيما يقابل الفريقية - ويبلغ الساع البحر بينها وبين الفريقية في القرب نقطة مائة واربعين ميلا ، وها عدة مدن=