صقلية كما سنذكره ان شاء الله تعالى
و كان من الحسن بن علي يوم ولايته اثنتي عشرة سنة . ولما تولى أمره صندل راسل أمير المؤمنين علي بن يوسف بن تاشفين الملثم بمراكش لما كان بينه وبين والده من المودة لما وقعت الوحشة بينه وبين رجار صاحب صقلية بسبب الاسطول الذي كان قد صنعه عامله مكنى بن كامل الدهماني والي قابس من قبله لحمل التجارة ، واستعانة مكنى بن كامل برجار، واتفق أن وصل بأثر توليته أسطول أمير
المؤمنين على بن يوسف مع قائده على بن ميمون الى بلاد رجار ، فافتتح منها حصوناً و سبى منها سبايا كثيرة فلم يشك النصراني أن الباحث لعلي بن يوسف على ذلك انما هو الحسن فاستجاش وحشد أجناده ومقاتلته وبالغ في كتم أمره بمنع السفن من سواحل المسلمين ، فلم يخف على الحسن مقصده وخشي أن يطرق بلاده دون أهبة له فأمر باتخاذ الأسلحة وتشييد الأسوار واستقدام القبائل من الأعراب وغيرهم للجهاد . فوصلت الحشود اليه من كل جهة، ونزلت الأعراب بظاهر المهدية ، فلما كان يوم السبت لخمس بقين من جمادى الاولى سنة . سبع عشرة وخمسمائة وصل أسطول رجار إلى المهدية فرسي بالجزيرة المعروفة بجزيرة الاحاسي وهي على عشرة أميال من المهدية ، ونزل قائداه عبد الرحمن وجورجي الي الجزيرة وضربت لهما ولمقدمي الافرنج مضارب هناك وكان وصولهم آخر النهار فخرج منهم إلى البر تلك الليلة خلق كثير وانبسطوا حتى تعدوا عن البحر أميالا ثم عادوا إلى الجزيرة، ووصل القائدان في اليوم في البحر الى المهدية في بعض قطع ، فأطاقا بها وانتهيا إلى ساحل زويلة فهالهما ما رأيا بالاسوار والسواحل من الناس وانصرفا عائدين إلى الجزيرة فوجدا طائفة من العرب والاجناد قد حطوا حواليها وكشفوا من كان بها من الروم عن مواضعهم، وقتلوا منهم قوما ونهبوا بعض أسلحتهم، فلما كان