وأفعاله تكذب قوله فلم يجبه علي بحرف ، وأخرج العساكر فحملوا على رافع حملة منكرة فألقوهم بالبيوت ووصل العسكر إلى البيوت . فلما رأى ذلك النساء صحن وولولن، فعادت العرب وعاودت القتال، وأشتد الأمر ودامت الحرب إلى الغروب ثم افترقوا ، وقتل من أصحاب رافع بشر كثير ، ولم يقتل من جند علي غير جندي وأحد من الرجالة ، ثم خرج عسكر علي مرة أخرى فاقتتلوا أشد من القتال الأول وكان الظهور فيه لعسكر علي فلما رأى رافع أنه لا طاقة له بهم رحل من المهدية ليلا إلى القيروان فمنعه أهلها من الدخول فقاتلهم ثم دخلها، فأرسل اليه علي عسكرا محاصره الى أن خرج منها وعاد الى قابس ، ثم سأله جماعة أعراب افريقية وغيرهم الصلح فأبي ثم أجاب.
وكانت استجارة رافع برجاء سبب الوحشة بينه وبين علي ، وكانت بينها مودة أكيدة ، تخاطبه وجار بقول لم تكن عادته أن يخاطبه به وأغلظ فيه ، فتأكدت الوحشة وحذر علي منه وأمر بتجديد الأسطول واعداد الأهبة للقاء العدو ، وكاتب المرابطين بمراكش في الدخول معه الى صقلية ، فكف رجار عما كان يعتمده ، وتوفي علي سنة خمس عشرة وخمسمائة في العشر الأواخر من ربيع الثاني، وكان مولده بالمهدية . وكانت امارته خمس سنين وأربعة أشهر وثلاثة عشر يوماً
ولاية الحسن بن على بن يحيى
وفي ذلك تولى ابنه الحسن بعهد منه ، وتولى أمر الدولة صندل الخصي مولاه ، وفي أيام الحسن خرجت من بيعته طرابلس ، وقصدها وجار صاحب