انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/51

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تم التّحقّق من هذه الصفحة.
خيانة ابن البعبع
٣٥

ومضى الوزير الى داره وكتب نسخة الكتاب وأرسل الكتاب الذي بخط الرسول الى تميم، و كتابا منه يذكر له الحال من أوله إلى آخره فلما وقف تميم على الكتاب عجب من ذلك وبقى يتوقع له سبباً يأخذه به الا انه جعل عليه من يحرسه في الليل والنهار من حيث لا يشعر. فأتى بعض أولئك الحرس الى تميم وأخبره ان صنع طعاما وأحضر عنده الشريف الفهري، وكان هذا الشريف من رجال تميم و خواصه، فأحضره تميم فقال: كنت واصلا اليك، وحدثه ان ابن البعبع الرسول دعاني فلما حضرت عنده قال: أنا في ذمامك أحب أن تعرفني مع من أخرج من المهدية فمنعته من ذلك وهو خائف. فأوقفه تميم على الكتاب الذي يخطه وأمره بإحضاره، فأحضره الشريف، فلما وصل الرسول إلى باب السلطان لقيه رجل بكتاب العرب الذين سيرهم الناصر ومعهم كتاب الناصر اليه يأمره بالحضور عنده فأخذ الكتب وخرج الأمير تميم، فلما رآه ابن البعبع سقطت الكتب من يده فإذا عنوان أحدها: «من الناصر بن عَلَنَاس الى فلان»، فقال تميم من أين هذه الكتب؟ فسكت فأخذها وقرأها، فقال ابن البعبع: العفو يامولاي. فقال لا عفا الله عنك وأمر بقتله فقتل وحرقت جثته

استيلاء تميم على طرابلس

وجهز الامير تميم في سنة ثمان وثمانين وأربعمائة جيشاً لطرابلس فأخذها بعد الحصر

وكان سببه أن أهلها كانوا كارهين لو اليها من قبله١ ولم تزل بده عليهم فلما وصل اليها شاه ملك من مصر ملكوه من البلد

  1. الذي تولى طرابلس قبل شاه ملك هو خليفة بن خزرون وكان شديد البطش حتى اشتد بعض الأهالي وتقدموا عليه شاه ملك وولوء أمرهم