ومات أئمة أهل السنة، وهو أول من قطع الاذان بحيّ على خير العمل وأول من أقام صلاة القيام بطرابلس لما محى أثرها من أرض افريقية، وأحيى طريقة الجنيد، وكان قد جمع الفقه والأدب مع الله، وهو أول من صلى نافلة الضحى جهاراً، ولم يكن أحد في مدينة بنى عبيد يصليها إلا استخفاء. وله تآليف كثيرة في الحساب والأزمنة وغير ذلك. وله الكافي في الفرائض. وأقام بطرابلس الى سنة ثلاثين وأربعمائة خرج منا لمحنة جرت له، وأقام بغنيمة « قرية من قرى مسلاته، فأقام بها عامين ثم مات ودفن هنالك على الطريق
و ممن كان على سنة الجنيد رضي عنه وهو بطرابلس الغرب العارف بالله تعالى عبدالله الشعاب، كان نجاراً بالمدينة المذكورة، وكان بعض الناس ابتدأ المسجد الذي هو به الآن الذي نسب اليه - وعجز عن إتمامه، فحركته همته لا تمامه، فأتى القاضي وطلب منه احضار رب المسجد، فلما حضر أمره القاضي بالاتمام فأقر بالعجز فأذن للشعاب في إتمامه فأتمه ولزم السكنى به، ودعا الى الله على نهج الكتاب والسنة مجمع وكان يجتمع بالخضر عليه السلام في مسجده، وكان مجابَ الدعوة لوقته:
سمع يوماً بكاء إمرأة بباب المسجد، فخرج وسألها عن الحال، فأخبرته بأن لها ابناً أسره العدو وسألته الدعاء بخلاصه، فدعا وأمنت المرأة على دعائه ثم انصرفت إلى بيتها فاذا ولدها أصبح في السكة يسأل عن دارها فعرَّف بها، فخرجت فسألته عن الحال فأخبرها عن فراره في البحر وسلامته ووصوله عن قرب عهد فتوجهت المرأة إلى الشيخ تشكره و تعرفه بوصوله وأنَّ ذلك ببركة دعائه، فهنأها بسلامته قبل خبرها وقال: أنما أنجاه الله ببركة دعائك لما علم من اضطرارك. وتوفي رضي الله عنه ونفعنا به سنة ثلاث وأربعين ومائتين