لما استم أمره عزل اسمعيل المذكور عن موضعه وكان ذلك اليلة بقيت من ذي القعدة من السنة المذكورة . وولاه رجلا آخر يقال له الحاج رجب .وفي أيامه أتى قار محمد لأهل تاجوراءوطردوه ورجع الغريان ، ولما مهد البلاد ودخل القلعة أحس منه محمود الملقب أيا أميس - كان كاتباً بالديوان - شرا بدعواه فندر به وقتله و تولي موضعه. وكان قتله اياه يوم السبت في العشر الأخيرة من جمادى الأولى من سنة ثلاث وعشرين ومائة وألف
ولاية محمود أبى اميس
و بايعه الناس على ضغينة من فعلته فأقام خمسة وعشرين يوما وأرسل مولانا أحمدابن يوسف قرمنلي الى غريان ليغدر به هنالك لما توسم فيه من النباهة و الصلاحية للملك دونه ، فاتفق أهل البلد على صلاحيته ، فرجع قبل وصوله إلى غريان لما توسم من خدعه إياء ، فلما قدم البلد بايعه أهل البلدين الساحل والمنشية ولم يتخلف من بيعته أحد لما جبل عليه من الرقة واللطف ، وهو الذي أسس قوانين الدولة وأحيا رسوما دائرة من قواعدها
ولاية احمد باشا قرمنلى
وكانت بيعته ضحوة الثلاثاء ثالث عشر جمادى الآخرة سنة ثلاث وعشرين و مائة وألف ، وقيل حادي عشر الشهر المذكور ؛ فلما أحس بذلك محمود أقام