لاحتاجت لديوان مستقل ولما نفي ابراهيم محمد الأتضولى الناحية المغرب خرج إلى الأهراب حتى أتوا به غريان فدخلها ووافقه أهلها تحلم بيعة ابراهيم . وخرج عن وافقه على الفساد راجعاً إلى المدينة حتى أتوا تاجوراء فالتقى قومه مع محمد باي الجن و اقتتلوا ، فما مضت برهة من الزمن حتى هزم قار محمد و من معه وأخذتهم السيوف و مات منهم نحو الثلاثمائة و محمد بأي منصوراً مظفراً . وكانت الوقعة أو اخر رجب سنة ة ورجع النتين وعشرين ومائة وألف ، وسلم محمد قار وفر بمن معه ممن وافقه الى ناحية الجبل وكأن الله سبحانه أراد انقراض الدولة التركية واقامة الدولة القول أوغلية فأيد محمد الجن وسلط الترك على بعضهم حتى قلوا و ضعف أمرهم . فتاقت نفسه رحمه الله تعالى ظلم بيعة ابراهيم وجمع كبراء البلدين : الساحل والمنشية وشاورهم في ذلك فأشاروا عليه بخلع بيمته الخمس عشرة خلون من رمضان وقيل لأربع عشرة مضين من رمضان من السنة المذكورة ، وحاصره بالمدينة ستة عشر يوماً ، ثم وافق أهل المدينة محمد باي المذكور وخلموا بيعته ليلة عيد الفطر ليلة الأحد و أو ثقوه ثم نفوه إلى الاسكندرية ولاية اسماعيل خوجة وأقاموا مكانه اسماعيل خوجة . كان اما ما بجامع الخروبة ، وجلس للحكومة و تفريق رزق الجند في يوم العيد ، و كانت اقامة أهل البلد له بر أي من محمد باي ولم يختلف على بيعة محمد اثنان من أهل البلد و باديها ، واشتغل أول أمره بنفي ملغاة الترك وقتلهم حتى أبادهم جميعا الا القليل منهم ممن لم يكن له تعلق في مدنهم وزال الملك من أيديهم ، و تولى ولاية الملك القول أهلية
صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/174
المظهر