انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ طرابلس الغرب (المطبعة السلفية، 1349هـ).pdf/126

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
١١٠
التذكار

باغلى تمن ويأخذون سدسه، وزيادة فوق ذلك، فحمده أهل البلد على ذلك وأثنوا عليه الجميل

تم راسل السلطان محمداً الرابع في طلب الإمارة فكتب إليه السلطان بذلك وولاء أمر طرابلس وعملها وعمارة السفن والغزو في البحر فقم من الكفار سفناً كثيرة وأموالا غزيرة، وكان جماعا للاموال بكل وجه أمكن واستمر على ذلك، وفي كل سنتين يجدد له السلطان تشريعاً وكلما جاءه رسول من قبل السلطان أحسن إليه الاحسان الكلي

فلما تمكن اشتد ظلمه ومنع التجار المسافرين لارض فزان من التجارة في النحاس والخرز والكافد، ونادى ألا يتجر بذلك أحد غيره، وحجر علي الناس شراء السلع المهمة القادمة من البحر، وأقام رجلا لشرائها، ودفع الرجل مالا يشتري كل سلمة تأتي من بلاد النصارى أو غيرها، ولا يستطيع أحد أن يشتري أربابها غيره وهو يبيع لأهل السوق، فبذلك ضعف تجار أهل البلد والمسافرون لارض فزان، وضعف الجالبون حيث لم يصادفوا ربحاً بسبب الحجر عليهم

قال حسين بن أحمد البهلول فيما كتب ومن خطة نقلت : كان ذا حزم وعزم وشجاعة، طالت دولته واشتهر خبره في مشارق الأرض ومغاربها، وكان قبل ولايته وهو قائد الجيش عند محمد باشا له فتكات في مغازيه وأحواله قل أن توجد في الاكثر من أمثاله، وكان شديد العزم في غزوه على الاعراب، وربما بقي الستة الايام والسبعة لم يترجل عن فرسه إلا لضرورة ليلاً ولا نهارا، وربما علق على الفرس اللعلف وركب فرساً آخر غيره

وكان في أيام محمد باشا خلع بيعته جبر بن موسى التاورغي ولم يدخل يداً في الطاعة واجتمعت عليه قلوب أهل تاورغاء لكرم كان فيه لم يسمح بمثله الا لحاتم وأحبه الأعراب