انتقل إلى المحتوى

صفحة:تاريخ الدولة السعودية المجلد الأول (1964) أمين سعيد.pdf/25

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
تحتاج هذه الصفحة إلى تصحيح.

شعراء نجد الأوائل

سرى في أذهان الكثيرين ممن لم يزوروا نجداً، ولم يتجولوا في انحائها، ويشاهدوا مغانيها ومرابعها، ويقفوا على غياضها ورياضها، انها صحار مقفرة، ورمال محرقة وسباسب جرداء، وقيعان محرقة لا أثر فيها للحياة، وهذا خطأ كبير، ووهم جسيم، لئن جاز ترديده في العصور الخوالي، لصعوبة الانتقال، وتعذر الاتصال، فلا يصح ترديده في هذا العهد الذي اختزلت فيه المسافات، وسهلت المواصلات، وصارت النقلة فيه بين البلدان، والتقلب فيها من أسهل الأمور وأيسرها.

ولنجد ميزة كبرى، امتازت بها على جميع العرب في ذاك العصر الذي اعتدنا أن نسميه جاهلياً، فقد نبغ فيها فحول الشعراء الذين نفحوا تاريخ الأدب العربي، بأكبر ثروة، وكانوا بدوره على طول الزمان، وحسبهم شرفاً وفخاراً ان العرب ما يزالون منذ خمسة عشر قرناً بتدارسون شعرهم وأدبهم ويستظهرونه ويروونه ويرددونه في مدارسهم ومعاهدهم ومجالسهم، ويضعون فيه المؤلفات الطوال، ويغوصون في بحاره لاستخراج ما فيه من اللآلئ والنفائس، فزهير بن أبي سلمى نجدي ومثله لبيد، والأعشى، وطرفة، والنابغة، وعنترة. وهنالك من يلحق بهم أمرأ القيس، فكل هؤلاء الفحول العمالقة من

– ٢٥ –