النخيل، وحبست النساء والاطفال وعذبتهم، فتفرق اهل المدن ولجأوا الى الجبال والصحاري هرباً من الظلم النازل بهم.
عودة الامام تركي
وكثرت الفتن، وكثر السلب والنهب، وكثرت اعتداءات الجنود على الناس، وزادت المظالم، فكان ذلك حافزاً جديداً حفز تركي على العودة الى ميدان الجهاد لانقاذ قومه من شر حكم فرض عليهم، فأقبل في سنة ١٢٣٨ من الحلوة الى عرفه واتخذها قاعدة له، وما كان عدد رجاله يزيد على الثلاثين، لا سلاح لديهم، فكان محمد بن غيهب امير شقرا اول من انضم اليه. وأرسل ايضاً تركي ابن همه مشاري بن سعود الى مدير مع كتاب منه إلى أميرها سويد لكي يقدم اليه ومعه كل من يستطيع احضاره من الرجال والسلاح، قلباه وجاء ومعه اهل جلاجل وسدير والمحمل ومنيخ.
ورفع الامام راية الحرب، بعد ان تجمعت لديه هذه القوى وقصد الرياض و منفوحة، وفيهما حامية مصرية لا يقل عدد جنودها عن ٦٠٠، فاشتبك معها فانسحب سويد ومعظم الذين كانوا معه، فحاصره المصريون والذين بقوا معه، قصير الحربهم ثم انسحب وتراجع. وانضم أهل الرياض الى الحامية المصرية و قاتلوه معها خوفاً على مدينتهم.
وعاد الامام فأعد سنة ۱۳۳۹ قوة عسكرية سار على رأسها الى ضرمي بعدما استخلاف في عرفه عمر بن عفيصان، فاصطدم بناصر السياري فوتب عليه ولم يتركه الا بعد لفظ روحه.
ووقعت فتنة بين اهل سدير والروضة قتل فيها كثيرون من الفريقين، فنهض الامام وسار من ضرمى الى ثاذق وكتب الى الفريقين قائلا: «من كان منكم في السمع والطاعة فليكف عن الحرب والفتنة وليقبل علي». فأتاه رؤساء سدير وبايعوه، ثم انه استنفر أهل المحمل وسار بهم الى جلاجل، فبايعه اهلها.