الطاعة، ولعلها كانت تنتظر فرصة أكثر مناسبة أو مساعدة أجنبية من الخارج فتنتزعها منه وتحاسبه حساباً غير يسير.
ولم يكن الحكم المصري الجديد الذي أخضعت له بلاد العرب أفضل ولا أكرم من الحكم العثماني القديم ، اذا لم نقل أنه شر منه وأسوأ ، فقد أفد الأخلاق والضمائر ، وأباح المحرمات والمسكرات ، وحارب الدين وتعاليمه ، وفتك بعلمائه وحملته ، وحاربهم حرب إبادة وإفتاء ، وكتب النجديين اتي وصلت الينا من الذين شهدوا ذلك العهد وعاشوه ، طافحة بالشكوى والأنين من الحالة التي صارت اليها بلادهم ، وصار اليها شعبهم في هذا العهد السيء المظالم الذي أعاد نجداً على حد قولهم ، الى عهد الجاهلية ، ومحا التوحيد وأحيا البدع وجدد عهد الخرافات.
وكان أول ما فعله الحكم المصري الجديد ، انه مزق وحدة نجد الادارية ، وهي أثمن وأغلى ما قالته في عهد الاصلاح ، وأعاد البلاد إلى النظام القديم ، نظام المقاطعات والاقطاع ، فعين لكل مدينة أو عشيرة شيخاً أو رئيساً يحكمها طبق الاوضاع القديمة ، وكان يكتفي بجباية الضرائب ويتبع في جبايتها أسوأ الاساليب وأقساها.
المحاولة الأولى
ولم تفث النكية على شدتها وهولها، في عقد آل البيت السعودي، ولم تحملهم على الخضوع والاستسلام، إذا لم نقل أنها شحذت عزائهم ودفعتهم إلى العمل، لاسترداد الاستقلال الغالي وتجديد الدولة التي أقاموها وشيدوها بسيوفهم وبتأييد الشعب لهم، والثقافه حولهم.
وكانت أول محاولة بذلت في هذا السبيل، تلك التي قام بها محمد بن مشاري ابن معمر وهو ابن أخت الامام سعود، فقد وصل في اواخر سنة ١٢٣٤، اي بعد التدمير باسابيع إلى الدرعية، فنصب نفسه إماماً، وكاتب اهل البلدان