المجلد الثالث - ويؤرخ لهذا العهد الزاهر، عهد الإنشاء والتجديد، عهد الاستقرار والخيرات والبركات، عبد الحضارة ونشر العلوم وبت أنوارها.
ولقد رحلت أثناء انشغالي بوضع هذا الكتاب رحلتين إلى المملكة السعودية، الأولى سنة ١٩٦٠، والثانية سنة ١٩٦٣، فجلت في انحائها، وطفت في أرجائها، ووقفت في الأماكن التي كانت ميداناً للأحداث الجسام، واستمعت إلى أقوال الكثيرين من الذين شهدوها واشتركوا فيها، مما يهب هذا الكتاب ميزة خاصة، فالكتابة عن خبرة واطلاع، غير الكتابة عن النقل والسماع.
وهنالك ميزة ثانية لهذا الكتاب أيضاً، وهي انني عثرت على نسخة من التقارير السرية التي كانت في حيازة حكومة الهند البريطانية وفيها وصف كامل للعلاقات بين البيت السعودي وهذه الحكومة مما لا يزال سراً مكنوناً حتى الآن، يضاف إلى هذا وهذا ايضاً، انني ما زلت منذ انتسبت إلى الصحافة المصرية في سنة ١٩٢٢، أتابع أخبار هذه الدولة وأتصل برجالاتها وقادتها وأباحثهم وأناقشهم وأفوز منهم بكثير من الأخبار والمعلومات التي اهتديت بها واعتمدت عليها في كتابي هذا. وكل ما أرجوه ان يكون نافعاً ومفيداً لأبناء أمتي العربية فيتدارسوه، ويستفيدوا ما حواه، والعصمة الله وحده، ومنه تعالى استمد العون والتوفيق.
