( ۱۳۸ )
ودخلوافي ميدان الحياة العمومية انتطرنا منهم ان يكونوا بيننا رجالا ذوی احساس شريف وعواطف كريمة و اخلاق حسنة وهمم عالية رجالا يشعرون ويعملون ورجونا منهم ان نجني ثمار هذا التعليم الذي بذل في سبيله النفيس من الوقت والمال . ولكن وااسفاه نری آمالنا فيهم خائبة . نرى لهؤلاء الشبان المتعلمين قلوبا يابسة وهمماً صغيرة وعزاثم ضئيلة ، أما العواطف فهي بالتقريب فيهم معدومة. فلا يروق لاعينهم منظر جميل كما لا ينفرهم مشهد قبيح ولا يعطفهم حنو ولا تبكيهم مرحمة ولا يحترمون كبيرا ولا يستصغرون صغيراُ ولا تحركهم منفعة الى عمل مهما عظم نفعه
وليس لذلك من سبب سوى أن التربية لم تتناول وجدانهم في أول السن. هذا الوجدان الذي هو المحرك الوحيد للعمل لا يظهر ولا يقويه ولا ينميه الا التربية البيتية . ولا عامل لها في البيت الا الأم . فهي التي تلقن ولدها احترام الدين والوطن والفضائل وتغرس في