٤٣
قال الملك :
– بل تقول كل ما تريد أيها المشير الأمين.
قال : أليس لي أن أسأل : فيم هذا كله ؟ وفيم هذه الرحلة المجهولة المدى ؟ وفيم ترويع الشعب الذي يحبك و يتطلع إلى شبابك ؟ وفيم – على الأخص – ترويع الأميرة التي تنتظر اليوم السعيد منذ سنوات ؟
قال الملك :
لقد وددت أن أفصح لك – أيها المشير الناصح – عن هذا كله، بحق ما لك على وعلى أبي من حقوق. ولكنني لا أملك هذا الآن. وكل ما أستطيع أن أقول لك : إننى لم أعد صالحا لشيء من هذا كله، إلا أن تتحقق لى أمنية واحدة هي التي أرحل في سبيلها هذه الرحلة المجهولة…
وصمت الملك برهة و بدا على عينيـه أنه يجوب بخياله آفاقا بعيدة ثم قال :
– الحياة هناك. هناك أيها المشير المخلص. هناك حيث لا أدرى أين تكون !