٤٢
رحلت ؟ – إذن هي حية – وهذا يكفى. وهنا تنبثق في صدر الملك أشعة الرجاء… ولكن منذا يدريه أنها لن تصاب بمكروه في الطريق ؛ ثم منذا يعلمه مكانها الآن أو بعد الآن ؟ ! ولم تمض ساعة حتى كان الملك يستدعى كبير وزرائه – وهو مشير أبيه – لينهى إليه أمراً :
– تبطل مراسم العرس. وتوقف جميع الاستعدادات.
وقال الملك :
– وتنوب عنى أيها المشير المخلص في سياسة الرعية، حتى أؤوب من رحلة لا أدرى مداها. فإذا أنا لم أعد فالملك لك ولأبنائك عن جدارة واستحقاق !
وصمت الملك كأنما هذه آخر كلمة تقال !
ولكن المشير الذي يدل عليه بالتربية والرعاية لم يسكت. فالأمر جد، ومن واجبه أن يرد الملك عما يريد، ومن حقه أن يعرف على الأقل ماذا يريد.
قال المشير الشيخ :
– يا مولاي. أليس لي بحكم خدمتي الطويلة لأبيك من قبل، وحتى إخلاصي لك أنت من بعد، أن أقول كلمة ؟