الأفخاذ والأوراك ذات أرداف ثقال وعكان وخصر حيد ظريفة اليدين والرجلين عريضة الزندين بعـدة المنكبين عريضة الأكتاف واسعة المخرم كبيرة الردف إن أقبلت فتنت وإن أدبرت قتلـت وإن جلسـت كالقبة وإن رقدت كالبند الغالي وإن وقفت كالعلم قليلة الضحك والضحك في غير نفع ثقيلة الرجلين عن الدخول والخروج ولو لبيت الجيران قليلة الكلام معهم لا تعمل من النساء صاحبة ولا تطمئن لأحد ولا تركن إلا لزوجها ولا تأكل من يد أحد إلا من يد زوجها وقرابتها إن كان لها قرابة ،ولا تخون في شي ولا تستر علي حرام وان دعاها زوجها طاوعته وسبقته إليه وتعينه علي كل حال من الأحـوال قليلـة الشكاية لاتضحك ولا تنشرح إلا إذا رأت زوجها ولا تجود بنفسها إلا لزوجها ولو قتلت صبرا ) ،حكى ( واالله أعلم :أنه كان ملك فيما مضى قوى السلطان يقال له علي بن الصقيعي أصابه ليلة من الليـالي أرق شديد فدعا بوزيره وصاحب الشرطة وصاحب العسة فحضروا بين يديه فقال لهم :كل واحد منكم يتقلد سيفه في هذا الساعة ففعلوا ما أمرهم به في الحين وقالوا له :ما الخبر؟ فقال لهم :إنـي أصـابني أرق شديد وأردت أن أطوف في هذه الليلة المدينة وأنتم بين يدي فقالوا :السمع والطاعة ثم تقدم وقال: بسم االله وعلى بركة رسول االله صلى االله عليه وسلم وساروا في أثره يطوفون من مكان إلى مكان ومن شارع إلى شارع فبينما هم يطوفون إذ سمعوا حس ًا بزقاق وإذا برجل سكران يقوم ويتمرغ على الأرض ويضرب على قلبه بالحجر ويقول :ضاع الحق فقال :ائتوني به برفق وإياكم أن تروعوه فأخذوا بيـده وقالوا له :قم لا بأس عليك ولا خوف لديك غير سلام فقال :يا قوم ألم تعلموا إن أمان المؤمنين السلام فإذا لم يسلم المؤمن على المؤمن فقد غدره ثم قام معهم فأتوا به إلى الملك وهو جالس ضارب النقـاب على وجهه هو وأصحابه وفي يد كل واحد منهم سيفه يتوكأ عليه فلما وصل إلى الملك قـال :السـلام عليك يا هذا فقال الرجل :لأي شيء قلت يا هذا فقال له الملك :وأنت لأي شيء قلت يا هذا فقال لـه: لأني لم أعرف لك اسما فقال له الملك :وأنا كذلك ثم قال الملك :ما لي أسمعك تقول في حديثك آه ضاع الحق ولا مسلم يعلم السلطان بما يجري في خلافته ما الذي جرى عليك أخبرني قال :لا أخبر إلا مـن يأخذ الثأر ويكشف عني الذل والعار فقال له الملك :أنا آخذ ثأرك أن شاء االله وأكشف عنك العار فقال: حديث غريب وأمر عجيب وذلك إني كنت أهوي جارية وتهواني ولي محبة معها وتلاقينـا مـن مـدة طويلة فأغوتها بعض العجائز وسارت بها إلى دار الفسق والخنا فذهب عني النوم وفارقنا الهناء وعدت في أشد العنا فقال له الملك :وأي الدار دار الخنا وعند من هي الجارية فقال له :عند عبد أسود يسـمى الضرغام وعنده أيض ًا جوار كالأقمار ليس عند الملك من يشابههن فقال له :عبد أبق كان لوزير الملك الأعظم فأحبته جاريته والملبوس وغير ذلك هذا كله والملك يتعجب والوزير يسمع وقد عـرف قولـه فمن محبتها إياه وعشقها له تبعث له ما يستحق من المأكل والمشرب والعبد عبده فقال له الملك :أرنـي المكان فقال :إن أريتك المكان ما تصنع فقال الملك :الذي نصنع سوف تراه فقال له :إنك لا تسـتطيع لأن المكان مكان حرمة وخوف وإن هجمت عليه تخاف على نفسك من الموت لأن صاحبه ذو سـطوة وحرمة فقال له الملك :أرني المكان ولا بأس عليك فقال :على بركة االله ثم صار في أولهم وهم يتبعونه إلى أن أتى في زقاق كبير فسار إلى أن قرب من دار شاهقة الأبواب عالية الحيطان مرتفعة من كـل مكان فنظروا فلم يجدوا فيها مطمعا فتعجبوا من دعائمها فالتفت الملك إلى ذلك الرجل وقال :ما اسمك؟ فقال :عمر فقال :يا عمر هل فيك قوة قال :نعم ثم التفت إلى أصحابه وقال :هل فيكم من يصعد إلى هذا الحائط فقالوا بأجمهم :لا قدرة لنا على ذلك فقال لهم الملك :أنا أصعد عليه لكن بحيلة وشرط أشـترطه عليكم تفعلونه يكون به الصعود إن شاء االله فقالوا :وما هو؟ فقال :أخبروني من القوي فـيكم؟ قـالوا: صاحب الشرطة وهو السياف فقال :ثم من قالوا صاحب العس قال :ثم من قالوا الوزير الأعظم هذا كله وعمر بن سعيد يسمع ويتعجب فلما علم أنه الملك فرح فرح ًا شديد ًا ثم قال :عمر أنا يا مولاي السلطان فقال الملك :يا عمر إنك اطلعت على أسرارنا وعرفت أخبارنا فأكتم سرنا تنجو من شـرنا ثـم قـال للسياف :اجعل يدك على الحائط وأخرج ظهرك ،ففعل ،ثم قال لصاحب العس :اصـعد علـى ظهـره واجعل رجليك على أكتاف الأول ويديك في الحائط ثم أمر الوزير بالصعود فصعد على أكتـاف الأول ثم صعد على ظهر الثاني فوقف على أكتافه ويداه في الحائط ثم قال الملك :يا عمر اصعد إلى مكانـك
صفحة:الروض العاطر في نزهة الخاطر.pdf/12
المظهر