فيه السجع في العصر الحالي عصر السرعة والطيران حتى كان ذلك . السجع يخرجه احيانا عن المعنى المطلوب كما يخرجه احيانا عن الادب في حضرة مليكه الذي وجـه اليه الخطاب .اما عن المسألة الاولى فقد قال في صفحة 83 عن مسألة المفقسة التي اشترتها حرم رفعة النحاس باشا من آل عدس بسعر الفدان ۱۲۰جنيها فقط مع أنه كان يساوى في ذلك الوقت ٢٦٠ جنيها على أقل تقدير وأراد أن يقول في كلامه أن آل عدس رضوا بذلك الغين نظير شيء آخر كافأهم به رفعة النحاس باشا داخل سلطته الحكومية فقال (كيف ارتضي آل عدس وهم التجار الحاسبون هذه الصفقة الكاسدة فا ربحت تجارتهم وما كانوا يكسبون ) فاضطره السجع أن يقول ( فما ربحت تجارتهم وما كانوا يكسبون ) مع أنه أراد ان يظهر لنا أنهم ربحوا الشيء الكثير في الخفاء و بهذا السجع خرج عما أراد من المعنى .اما النوع الآخر فقوله في صفحة49( وهكذا دواليك فان الحلقة مفرغة مادامت الاموال تتوالي سابنة مسبغة ) فكاهة دواليك ينفر منها الذوق في مخاطبة مليك البلاد والجملة كلها كلام مطول لا يجوز أن يكون في عريضة مقدمة لمليك البلاد. كما يقول في صفحة ٢١ عن مخزن الشوربجي ( بل وجدوه قاعا صفصينا كما وجدوابخرن القاهرة أيضا أفرغ من فؤاد أم موسي ). كملات مبتذلة مجتها الاستماع لا تقال في عريضة تقدم لحضرة صاحب الجلالة الملك لأنه ليس لدي جلالته من الوقت ما يقرأ فيه تلك السخانات وقد كان في استطاعة الكاتب أن يقول( فوجدوا المخزنين خاليين)) فيريح الناس من الثرثرة ويريح نفسه من الكتابة التي لاقيمة لها كما قال في موضوع آخر ( وكان ما كان جريا على المخطط
صفحة:الرد على الكتاب الأسود - نبوية موسى.djvu/24
المظهر