انتقل إلى المحتوى

صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (1917).pdf/38

من ويكي مصدر، المكتبة الحرة
صُححّت هذه الصفحة، لكنها تحتاج إلى التّحقّق.
٣٧

وينصبّ الماء إلى البيلة من أنابيب خمسة فاذا امتلات أنحدر الماء في الاربعين ثقباً التي على اليمين والشمال فيصير الى الخصة وهي خصة من نحاس أحمر مموه بالذهب قامت على ساق من نحاس مموه منقوش طوله خمسة اشبار من الارض وقسم الساق بنصفين يصعد الماء من النصف الواحد فيفور في وسط الخصة من تفاحة فيها عشرة أنابيب فيبلا الخصة ثم يغور في اثقاب بجوانب الخصة لانها بطانتين ثم ينحدر من النصف الثاني من العمود المذكور فلا تزال البيلة والخصة مملوتان بالماء يجريان ولا يسيل على الأرض منها قطرة واحدة والناس يشربون منها وينتفعون بمائها وصنع حول الخصة أكواب مموهة بالذهب بسلاسل من نحاس دايرة يشرب بها الناس منها وفوق البيلة شباك من رخام أبيض ءاية فى الزمان و تحته کتاب منقوش فى حجر اسمر بسم الله الرحمان الرحيم صلّى الله على محمّد وان من الحجارة لما يتفجّر منه الانهار وأن منها لما يشفق؛ فيتخرج منه الماء وأن منها لما يهبط من خشية الله وما الله بغافل عمّا تعملون كملت في جمادى الاخرة سنة تسع وتسعين وخمس مائة وبصير فضل ماء الخصة والبيله المذكورتين الى حياضي عين قرقف، فينتفع به هنالك في البيوت والسقاية ثم يصير إلى دار الصنّاع وهنلك يغور وتتمّ منفعته، وأما العنزة التي يُصلّّى اليها في زمان المصيف. فكانت القديمة من خشب اللارز الواحا سادجة في أعلايها كتاب، صُنِعَتْ هذه العنزة في شهر شعبان المكرّم من سنة أربع وعشرين وخمس مائة وأما العنزة التي بها الان فصنعها الفقيه الخطيب قاضي الجماعة وخطيبها أبو عبد الله بن ابى الصبر أيام ولايته القضاء بمدينة فاس وانفق فيها من مال أحباس، وابتدأ فيها بالعمل في أوّل شهر ذي قعدة عام سبعة وثمانين وستّ مائة، وفرغ من عملها، وركب فى موضعها في يوم السبت خامس يوم من شهر ربيع الأوّل عام تسعة وثمانين وستّ مائة؛ موافق الثامن عشر لشهر مرس بالعجمية، وعدد سوارى الجامع المكرّم؛ مائتا سارية واثنتان وسبعون سارية منها قديمة ومنها جديدة وعدد المسقفة منها: ستّة عشر بلاطا من القبلة إلى الجوف ومن المغرب الى الشرق، وتربيع لا اعوجاج فيه من كلّ الجهات يحمل كلّ بلاط منها أربعة صفوف في الصفّ الواحد من الناس مائتان واثنا عشرة رجلا، لان في كلّ بلاط احدى وعشرين قوسا، يجلس في كلّ قوس عشرة من الرجال فيكمل من العدد في كلّ بلاط ثمان مائة واربعون رجلا، لا شكّ فيها ولا ريب وعدد البلاطات ستّة عشر بلاطا؛ فيتجمل فيها جميعها من عدد الرجال ثلاثة عشر الف رجل وأربعة واربعون رجلا بلا شكّ ولا ريب، وكسر ما بين السوارى منه فوجد يجمل خمس مائة وستّون رجلا فيتجمل من العدد أربعة