بمدينة فاس فدفن بشرق جامعها مع أبيه وأخيه وذلك فى شهر ربيع الثاني ستة أحدى وعشرين ومائتين. فكانت أيامه بالمغرب ثمانية أعوام وشهرا واحدا واستخلف ولده عليّ في مرضه الذي توفى منه *
الخبر عن دولة الأمير علي بن محمد بن ادريس بن ادريس الحسنى
هو الأمير علي بن محمد بن ادريس بن ادريس أمّه حرّة اسمها رقية بنت اسماعيل بن عمير بن مصعب الأزدتى بويع يوم وفاة أبيه فاستخلافه له في حياته وسنه يوم بويع تسعة أعوام وأربعة أشهر فظهر منه من الذكاء والنّبل والفضل ما يقتضيه شرفه وحسبه الصميم وسار بسيرة أبيه وجدّه فى العدل والفضل والدين والحزم وإقامة الحق وتأسيس البلاد وقمع العداء وضبط البلاد والثغور فكان الناس بالمغرب فى أيامه في أمن ودعة إلى أن توفي في شهر رجب من سنة أربع وثلاثين ومائتين فكانت أيامه بالمغرب نحو ثلاثة عشر سنة وولى بعده أخاه یحیی *
الخبر عن دولة الامير يحيى بن محمد ادريس بن ادريس الحسنى
هو الأمير يحيى بن محمد بن أدريس بن ادريس بن عبد الله بن حسن بن الحسين بن علي ابن أبي طالب رضى الله عنهم وولى بعد وفاة أخيه عليّ ويعيده إليه في حياته فسار بسيرة أخيه وأبيه وجده وفي أيام كثرتْ العمارة بفاس وقـصـد إليه الناس من الأندلس وإفريقيّة وجميع بلاد المغرب، فضاقت بسدنيا فينا الناس الارياض خارجها وبنى الأمير يحيى بها الحمامة والفناديق للتجارة وفى أيامهم بني جامع القرويين شرّفه الله بذكره*
الخبر عن جامع القرويين وصفته وما زيد فيه في كل زمان من
حين أسس الى وقتنا هذا وهو عام ستة وعشرين وسبع مائة
قال المؤل½ف عفى الله عنه لم تنزل للخطبة بجامع الشرفاء الذي بناه إدريس بعدوة القرويين وبجامع الأشياخ من عدوة الأندلس طول أيام الأدارسة وكان موضع جامع القرويين أرض بيضاء يعمل بها أصناف الجص½ وبها أصناف من الشجر لرجل من هوارة كان قد حازها والده قبله حين بنيت المدینة فأتى أهل وفد القرويين إلى إدريس في جمع كثير