جمادى الاخرة منها قتل طلحة بن علىّ الثاير ببلاد السوس في المعترك وقطع رأسه فبعث به الامير ابو علىّ منصور الى عمّه امير المسلمين ابى يعقوب فامر رحمه الله أن يطوف به في جميع بلاده ويعلق على باب رباط تازا فلم يزل عليها طول ايام خلافته معلقا في شبكة من نحاس، وفى شهر رمضان منها خرج أمير المسلمين أبو يعقوب لغزو العرب ببلاد قبيلة درعة الذين كانوا يقطعون على طريق سجلماسه فخرج اليهم من حضرة مرّاكش فى اثنى عشر ألف فارس من بني مرين فجدّ السير على جبل هسكورة حتّى خرج الى بلاد درعة ثم سار حتّى ادركهم في القبلة لمّا يلى الصحراء فصبحهم وقتل منهم خلقا كثيرا وسبا أموالهم وأمر بقطع رؤسهم وحملها إلى مرّاكش وفاس وسجلماسة وتعليقها في الاسوار ثم رجع الى مرّاكش فدخلها في ءاخر شوّال من سنة ستّ المذكورة فاقام بها بقية عامه وعيّد بها عید الاضحی، ثم دخلت سنة سبع وثمانين وستّ مائة فى نصف ربيع الآخر منها خرج امير المسلمين أبو يعقوب رحمه الله من حضرة مرّاكش الى حضرة فاس وفيها وافته ارسال ابن الاحمر مع ابنة الامير موسى ابن رحوا فاعترس بها بحضرة مرّاكش وفيها أعطى امیر المسلمین لابن الاحمر مدينة وادی یاش وحصن رانجة وحصن بيانة وحصن الدير والاتنير وغون وغورب وذلك في شهر صفر من سنة سبع وثمانين وستّ مائة، وفى نصف ربيع الاخر منها تحرّك أمير المسلمين من مرّاكش الى فاس كما قدمنا فاقام بها وخرج عليه ولده الامير أبو عامر فسار إلى حضرة مرّاكش وذلك يوم السبت الرابع والعشرين من شوّال فثار بها مع واليها محمّد بن عطوا البربري الجنانيّ وكان دخوله مرّاكش وقيامه بها في أوّل يوم من ذي قعدة من سنة سبع وثمانين وستّ مائة فانتهى الخبر الى أمير المسلمين ابى يعقوب فبادر الى مرّاكش فوصلها ونزل بظاهرها فخرج ولده الأمير أبو عامر الى حربه فرجع مهزوما ودخل مرّاكش وغلقها في وجه أبيه فأقام بقصرها الى الليل فقتل مشرفها ابن ابى البركات وحمل ما كان في بيت مالها وخرج منها نصف الليل فارّا إلى بلاد القبلة وأسلم البلد فدخلها أمير المسلمين من الغد وهو اليوم التاسع من ذى حجّة من السنة المذكورة فعفا عن اهلها وسار الأمير أبو عامر مع ابن عطوا على بلاد القبلة فاقام بها مدّة من ستّة اشهر ثم سار إلى تلمسان فوصلها في الثاني عشر من رجب من سنة ثمان وثمانين وستّ مائة، ثم دخلت سنة ثمان وثمانين فيها رجع الأمير ابو عامر الى والده امیر المسلمين فعفا عنه وفيها كتب أمير المسلمين الى عثمان بن يغمراسن
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (1917).pdf/262
المظهر