فعقد له على أعنة خيل الاندلس وجندها وقلده امر حربها وغزوها وترك معه ثلاثة الاف فارس من بنی مرین والعرب وجاز الى العدوة يوم الاثنين سابع ربيع الآخر من السنة المذكورة فنزل بقصر المجاز ثم سار إلى مدينة فاس فدخلها في الثّاني عشر من جمادي الاولى من العام المذكور، فلما استقرّ بحضرة فاس الجديدة خرج عليه ابن عمّه محمّد بن ادريس بن عبد الحقّ في جماعة من بنيه بجبال ورغة من احواز فاس فسار اليهم الامير ابو معرف محمّد بن أمير المسلمين الى يوسف فتابعهم في خلافهم وانضمّوا الى جملتهم فلم ينزل أمير المسلمين يبعث اليهم بالجيوش ويدبّر عليهم السياسة حتّى نزل عليه أخوه فامنه وناب الى طاعته وفرّ محمّد بن ادريس وبنوه الى تلمسان فقبض عليهم في الطريق فقيدوا بالحديد واتا بهم الى رباط تازا فبعث امير المسلمين أخاه الأمير أبا زيان لقتلهم فقتلوا بخارج باب الشريعة منها وذلك في شهر رجب من سنة خمس وثمانين وستّ مائة، وفي هذه السنة خرج عليه عمر بن عثمان بن يوسف الهسكورى بقلعة فندلاوة من جبال بني يازغة فامر امير المسلمين أبو يعقوب قبائل بني عسكر ومن بتلك الجهات من قبائل البربر من سدراتة وبنى وارتين وبنی يازغة وہنی سیتان وغیرهم بحصاره وقتاله فحاصروه مدّة من شهر ثم خرج امیر المسلمين اليه بنفسه فسار حتى وصل الى قرية سدورة من بلاد بني وارتين وقدّم بين يديه الرماة والمجانيق وءالة الحرب فعلم عمر بن عثمان بقدومه فرءا انه لا طاقة له بالحصار ولا مقدرة له بمدافعة أمير المسلمين فبعث اليه الصلحاء ياخذون له الامان منه فامنه ونزل اليه فبايعه وصرفه الي تلمسان بجميع أهله وماله، وفى شهر رمضان من سنة خمس وثمانين ارتحل أمير المسلمين أبو يعقوب من مدينة فاس الى حضرة مرّاكش فدخلها في شوال من السنة المذكورة فاقام بها الى يوم الخميس الثالث عشر من ذي قعدة من العام المذكور فهرب الحاجّ طلحة بن علىّ البطوى الى بلاد السوس فاقام بها ودعا لنفسه فاتّصل خبره بامير المسلمين فقط بابن اخيه الامير ابى علىّ منصور بن الامير ابى محمّد عبد الواحد فعقد له على بلاد السوس وامدّه بالاموال والجيوش وامره بقتال طلحة بن علىّ الخارج بها ومَنْ وافقه ببلاد السوس من قبائل بنى حسان فسار الأمير أبو عليّ منصور في جيوش عظيمة الى بلاد السوس فغزا بها عرب بنى حسان فقتل منهم خلقا كثيرا وذلك في شهر ذي حجّة من العام المذكور ثم سار إلى قتال طلحة وحصاره، ثم دخلت سنة ستّ وثمانين وستّ مائة وفي يوم الاثنين الثالث عشر منجمادی
صفحة:الأنيس المطرب بروض القرطاس (1917).pdf/261
المظهر