عشرين سنة والتي لا تزال تأتى بنتائج مشؤومة ، ويمكننا أن نقول إن شبح الخوف
في أيام الفتن الذى يتسلط على المجالس السياسية فيملى عليها آراءها وانتحاءها ،
وعنه صدرت اشد تدابیر دور العهد قسوة وبتأثيره كان ( كار به ) يقتل ضحاياه
شر قتل وكان ( فوكيه تنقيل ) يرسل المتهمين الى المقصلة زرافات ووحدانا .
واكثر الانفعالات تنتشر كالخوف بالعدوى ، ويعرف أعاظم الخطباء ذلك ،
فليس سبب اقتراع مجلس النواب لإسقاط وزارة (كليانسو ) سوى انفعال نفسى
أحدثه أحد خطباء المعارضين في النواب بفعل العدوى ، وكذلك حركات الرجل
و بيانه وأوضاع وجهه ذات تأثير في المخاطب بالعدوى ، فمن الحكمة أن يكون الرجل
ذا وجه طليق عند الإستعطاف بدلاً من أن يقطب ، إذ إنه بعدوى ذلك يستميل
في الغالب مخاطبة و يكسب عطفه
۳ - سلطان العدوى النفسية .
العدوى النفسية أمر عام يشاهد في الحيوان كما في الانسان ، ولذلك لا تلبث الرعشة التي تستحوذ على حصان الاصطبل أن تسرى الى الأحصنة الأخرى ، ولا تلبث الكلاب أن تنبح بعد أن ينبح احدها وعندما يهرب الضائن تتبعه بقية الضأن . تلك الطريقة وقد تشتد قوة العدوى النفسية فتتغلب على غريزة المحافظة وتدفع الانسان الى التضحية بنفسه ، ومن هذا القبيل قصة الخمسة عشر كسيحا الذين شنقوا أنفسهم بكلاب واحد وقصة الجنود الذين انتحروا في كوخ واحد ، وحوادث مثل هـذه كثيرة جداً ، فهاك ما قاله الدكتور ( ناص ) : « وقتها تنشر الصحف خبر انتحار عاطفي مفصلة طريقة حدوثه ينتحر بعض مختلى الشعور حسب هذا النوع ما وقع في اليوم الثاني المختلين أنفسهم بالغاز ، ونمد روسيا أكثر البلاد التي انتحر الناس فيها ، فقد كان الرسل في روسيا أيام الاضطهادات الدينية يأمرون أشياعهم بحرق أنفسهم ، وقد حدث أن ألقى ستمئة شخص أنفسهم في النار دفعة واحدة ، وعند أحد مؤرخي الأديان الروسية أن عدد الذين حرقوا أنفسهم في روسيا منـذ سنة 1675 حتى سنة ومن من ( سيفتون ) حيث خنق كثير من ا حادثة