وأيضًا في المعنى:
وأيضًا في المعنى:
فلما حضر الحكيم رويان قال له الملك: أتعلم لماذا أحضرتك؟ فقال الحكيم: لا يعلم الغيب إلا الله تعالى. فقال له الملك: أحضرتك لأقتلك وأعدمك روحك. فتعجَّبَ الحكيمُ رويان من تلك المقالة غاية العجب، وقال: أيها الملك، لماذا تقتلني؟ وأي ذنب بَدَا مني؟ فقال له الملك: قد قيل لي إنك جاسوس، وقد أتيتَ لتقتلني، وها أنا أقتلك قبل أن تقتلني. ثم إن الملك صاح على السياف وقال له: اضرب رقبة هذا الغدار، وأَرِحْنا من شرِّه. فقال الحكيم: أَبْقِني يُبْقِيك الله، ولا تقتلني يقتلك الله. ثم إنه كرَّرَ عليه القول مثل ما قلت لك أيها العفريت، وأنت لا تدعني، بل تريد قتلي. فقال الملك يونان للحكيم رويان: إني لا آمن إلا إن قتلتك، فإنك أبرأتني بشيء أمسكته بيدي، فلا آمن أن تقتلني بشيء أشمه، أو غير ذلك. فقال الحكيم: أيها الملك، أهذا جزائي منك، تقابل المليح بالقبيح؟! فقال الملك: لا بد من قتلك من غير مهلة. فلما تحقَّقَ الحكيم أن الملك قاتِلُه ولا محالةَ، بكى وتأسَّفَ على ما صنع من الجميل مع غير أهله، كما قيل في المعنى:
وبعد ذلك تقدَّم السيَّافُ، وغمَّى عينَيْه، وشهر سيفه، وقال: ائذَنْ. والحكيم يبكي، ويقول للملك: أبقني يُبْقِك الله، ولا تقتلني يقتلك الله. وأنشد قول الشاعر: