رأسها وکذالك الاخری وضعت یدها تحت رأسه ثم انهما تعانقا وناما متعانقین وشرحا بعناقهما مضمون هذه الابيات
هذا ما كان من أمر حسن بدر الدين وست الحسن بنت عمه(وأما)ما كان من أمر العفريت فانه قال للعفريتة قومی وادخلی تحت الشاب ودعينا نوديه مكانه لئلا يدركنا الصبح فان الوقت قريب فعند ذلك تقدمت العفريتة ودخلت تحت ذيله وهو نائم وأخذته وطارت به وهو على حاله بالقميص وهو بلا لباس وما زالت العفريتة طائرة به والعفريت يحاذيها فأذن الله الملائكة ان ترمی العفريت بشهاب من نار فاحترق وسلمت العفريتة فأنزلت بدرالدين فی موضع ما أحرق الشهاب العفريت ولم تتجاوزه به خوفا عليه وكان بالامر المقدر ذلك الموضع في دمشق الشام فوضعته العفريتة على باب من أبوابها وطارت فلما طلع النهار وفتحت أبواب المدينة خرج الناس فنظروا شابا مليحا بالقميص والطاقية بلا عمامة ولا لباس وهو مما قاسى من السهر غرقان فی النوم فلما رآه الناس قالوا يا بخت من كان هذا عقده فی هذه الليلة ويا ليته صبر حتى لبس حوائجه وقال الآخر مساكين أولاد الناس لعل هذا يكون في هذه الساعة خرج من المسكرة لبعض شغله فقوی عليه السكر فتاه عن المكان الذی كان قصده حتى وصل الى باب المدينة فوجده مغلقا فنام ههنا وقد خاض الناس فيه بالكلام واذا بالهوى هب على بدر الدين فرفع ذيله من فوق بطنه فبان من تحته بطن وسره محققة وسيقان وأفخاد مثل البلور فصار الناس يتعجبون فانتبه حسن بدر الدين فوجد روحه على باب مدينة وعليها ناس فتعجب وقال أين أنا يا جماعة الخير وما سبب اجتماعكم علی وما حكايتی معكم فقالوا نحن رأيناك عند أذان الصبح ملقى على هذا الباب نائما ولا نعلم من أمرك غير هذا فاين كنت نائما هذه لليلة فقال حسن بدر الدين والله يا جماعة انی كنت نائما هذه الليلة فی مصر فقال واحد هل أنت تأكل حشيشا وقال بعضهم أأنت مجنون كيف تكون بايتا فی مصر وتصبح نائما فی مدينة دمشق فقال لهم والله يا جماعة الخير لم أكذب عليكم أبدا وأنا كنت البارحة بالليل فی ديار مصر وقبل البارحة كنت بالبصرة فقال واحد هذا شیء عجيب وقال الآخر هذا شاب مجنون وصفقوا عليه بالكفوف وتحدث الناس مع بعضهم وقالوا يا خسارة شبابه والله ما فی جنونه خلاف ثم أنهم قالوا له ارجع لعقلك فقال حسن بدر الدين كنت البارحة عريسا فی ديار مصر فقالوا لعلك حلمت ورأيت هذا الذی تقول فی المنام فتحير حسن فی نفسه وقال لهم والله ما هذا منام وأين السايس الاحدب الذی كان قاعدا عندنا والكيس الذهب الذی كان معی وأين ثيابی ولباسی ثم قام ودخل المدينة ومشى فی شوارعها