لا يصح فلما سمع نور الدين هذا الكلام قال ما هذا المهر الذی شترطته على ولدی أما تعلم أننا اخوات ونحن الاثنان وزيران فی مقام واحد وكان الواجب عليك ان تقدم ابنتك لولدی هدية من غير مهر فانك تعلم ان الذكر أفضل من الانثى وولدی ذكر ونذكر به وخلاف ابنتك فقال ومالها قال لا نذ کربها بين الامراء ولكن أنت تريد أن تفعل معی على رأي الذی قال أن أردت تطرده فاجمل الثمن غاليا وقيل ان بعض الناس قدم على بعض أصحابه فقصده فی حاجة فغلى عليه الثمن فقال له شمس الدين اراك قد قصرت لانك تعمل ابنك أفضل من بنتی ولا شك انك ناقص عقل وليس لك اخلاق حيث تذكر شركة الوزارة وانا ما أدخلتك معی فی الوزارة الا شفقة عليك ولأجل ان تساعدنی وتكون لی معينا ولكن قل ما شئت وحيث صدر منك هذا القول والله لا ازوج بنتی لولدك ولو وزنت ثقلها ذهبا فلما سمع نورالدين كلام أخيه اغتاظ وقال وانا لا ازوج ابنی ابنتك فقال شمس الدين انا لا أرضاه لها بعلا ولو اننی أريد السفر لكنت عملت معك العبر ولكن لما أرجع من السفر يعمل الله ما يريد فلما سمع نور الدين من أخيه ذلك الكلام امتلأ غيظا وغاب عن الدنيا وكتم ما به وبات كل واحد فی ناحية فلما أصبح الصباح برز السلطان للسفر وعدی الى الجزيرة وقصد الاهرام وصحبته الوزير شمس الدين واما أخوه نور الدين فبات فی تلك الليلة في أشد ما يكون من الغيظ فلما أصبح الصباح قام وصلى الصبح وعمد الى خزانته واخذ منها خرجا صغيرا وملاه ذهبا وتذكر قول أخيه واحتقاره اياه وافتخاره فانشد هذه الابيات
فلما فرغ من شعره أمر بعض غلمانه أن يشد له بغلة زرزورية غالية سريعة المشی فشدها ووضع عليها سرجا مذهبا بركابات هندية وعباآت من القطيفة الاصفهانية فسارت كانها عروس مجلية وامرأن يجعل عليها بساط حرير وسجادة وان يوضع الخرج من تحت السجادة ثم قال للغلام والعبيد قصدی أن أتفرج خارج المدينة وأروح نواحی القلیونية وأبيت ثلاث ليال فلا يتبعنی منكم أحد فان عندی ضيق صدر ثم أسرع وركب البغلة وأخذ معه شيئا قليلا من الزاد وخرج من مصر واستقبل البر فما جاء عليه الظهر حتى دخل مدينة بليبس فنزل عن بغلته واستراح وأراح البغلة وأكل شيئا وأخذ من بليبس ما يحتاج اليه وما يعلق به على بغلته ثم استقبل البر فما جاء عليه الظهر بعد يومين حتى دخل مدينة القدس فنزل عن بغلته واستراح وأراح بغلته وأخرج شيئا أكله