زوجتی وقد حملتنی محبتی اياها على أن هيأت نفسی وسافرت 15 يوما ليلا ونهارا فی الذهاب والاياب وجئت لها بثلاث تفاحات اشتريتها من خولی البصرة بثلاثة دنانير ثم أنی دخلت وناولتها اياها فلم تفرح بها بل تركتها فی جانبها وكان مرض الحمى قد اشتد بها ولم تزل فی ضعفها الى أن مضى لها عشرة أيام وبعد ذلك عوفيت فخرجت من البيت وذهبت الى دكانی وجلست فی بيعی وشرائی فبينما أنا جالس فی وسط النهار واذا بعبد أسود مر علی وفی يده تفاحة يلعب بها فقلت له من أين أخذت هذه التفاحة حتى آخذ مثلها فضحك وقال أخذتها من حبيبتی وأنا كنت غائبا وجئت فوجدتها ضعيفة وعندها ثلاث تفاحات فقالت ان زوجی الديوث سافر من شأنها الى البصرة فاشتراها بثلاثة دنانير فاخذت منها هذه التفاحة فلما سمعت كلام العبد يا أمير المؤمنين اسودت الدنيا في وجهی وقفلت دكانی وجئت إلى البيت وانا فاقد العقل من شدة الغيظ فلم أجد التفاحة الثالثة فقلت لها أين الثالثة فقالت لا أدری ولا أعرف أين ذهبت فتحققت قول العبد وقمت وأخذت سكينا وركبت على صدرها ونحرتها بالسكين وقطعت رأسها وأعضائها وحطیتها فی القفة بسرعة وغطيتها بالازرار وحطیت عليها شقة بساط وأنزلتها فی الصندوق وقفلته وحملتها على بغلتی ورميتها فی الدجلة بيدی فبالله عليك يا أميرالمؤمنين أن تعجل بقتلی قصاصا لها فانی خائف من مطالبتها يوم القيامة فاني لما رميتها فی بحر الدجلة ولم يعلم بها أحد رجعت الى البيت فوجدت ولدی الكبير يبكی ولم يكن له علم بما فعلت فی أمه فقلت له ما يبكيك فقال انی أخذت تفاحة من التفاح الذی عند أمی ونزلت بها الى الزقاق العب مع اخونی واذا بعبد أسود طويل خطفها منی وقال لی من أين جاءتك هذه فقلت له هذه سافر أبی وجاعها من البصرة من أجل أمی وهی ضعيفة واشترى ثلاث تفاحات بثلاثة دنانير فاخذها منی وضربنی وراح بها فخفت من أمی أن تضربنی من شأن التفاحة فلما سمعت كلام الولد علمت أن العبد هو الذي افترى الكلام الكذب على بنت عمی وتحققت أنها قتلت ظلما ثم أنی بكيت بكاء شديدا واذا بهذا الشيخ وهو عمی والدها قد أقبل فاخبرته بما كان فجلس بجانبی وبكى ولم نزل نبكی الى نصف الليل وأقمنا العزاء خمسة ايام ولم نزل الى هذا اليوم ونحن نتأسف على قتلها فبحرمة أجدادك أن تعجل بقتلی وتقتص منی فلما سمع الخليفة كلام الشاب تعجب وقال والله لا أقتل الا العبد الخبيث أدرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة ۲۰) قالت بلغنی أيها الملك السعيد أن الخليفة أقسم أنه لا يقتل الا العبد لان الشاب معذور ثم أن الخليفة التفت الى جعفر وقال له احضر لی هذا العبد الخبيث الذی كان سببا فی هذه القضية وان لم تحضره فأنت تقتل عوضا عنه فنزل يبكی ويقول من أين احضره ولا كل مرة تسلم الجرة وليس لی فی هذا الامر حيلة والذی سلمنی فی الاول يسلمنی فی الثاني والله ما بقيت اخرج من بيتی ثلاثة أيام والحق سبحانه يفعل ما يشاء ثم أقام فی بيته ثلاثة ايام وفي اليوم الرابع احضر القاضی وأوصى وودع أولاده وبكى واذا برسول الخليفة أتى اليه وقال له أن أمير المؤمنين فی أشد ما يكون من الغضب وأرسلنی اليك وحلف أنه لا يمر هذا النهار الا وأنت مقتول ان لم تحضرله العبد