فعل بهذه الصبية هذا الفعل وظلمها وأخذ مالها وهو أقرب الناس اليك ثم أن العفريتة أخذت طاسة من الماء وعزمت عليها ورشت وجه الكلبتين وقالت لهما عودا الى صورتكما الاولى البشرية فعادتا صبيتين سبحان خالقهما ثم قالت يا أمير المؤمنين ان الذی ضرب الصبية ولدك الامين فانه كان يسمع بحسنها وجمالها وحكت له العفريتة جميع ما جرى للصبية فتعجب وقال الحمد لله علی خلاص هاتين الكلبتين على يدی ثم أن الخليفة أحضر ولده الامين بين يديه وسأله عن قصة الصبية الاولى فاخبره على وجه الحق فاحضره الخليفة القضاة والشهود والصعاليك الثلاثة وأحضر الصبية الاولى وأختيها اللتين كانتا مسحورتين فی صورة كلبتين وزوج الثلاثة للثلاثة الصعاليك الذين أخبروه أنهم كانوا ملوكا وعملهم حجابا عنده وأعطاهم ما يحتاجون اليه وأنزلهم فی قصر بغداد ورد الصبية المضربة لولده الامين وأعطاها مالا كثيرا وأمر أن تبنى الدار أحسن ما كانت ثم أن الخليفة تزوج بالدلالة ورقد فی تلك الليلة معها فلما أصبح أفرد لها بيتا وجواری يخدمنها ورتب لها راتبا وشيد لها قصرا ثم قال لجعفر ليلة من الليالی أنی أريد أن ننزل فی هذه الليلة الى المدينة ونسأل عن أحوال الحكام والمتولين وكل من شكا منه أحد عزلناه فقال جعفر سمعا و طاعة فلما نزل الخلیفة وجعفر ومسروروساروا فی المدينة ومشوا فی الاسواق مروا بزقاق فرأوا شيخا كبيرا على رأسه شبكة وقفة وفی يده عصا وهو ماش على مهله. ثم أن الخليفة تقدم اليه وقال له يا شيخ ما حرفتك قال يا سيدی صياد وعندی عائلة وخرجت من بيتی من نصف النهار الى هذا الوقت ولم يقسم الله لی شيئا أقوت به عيالی وقد كرهت نفسی وتمنيت الموت فقال له الخليفة هل لك أن ترجع معنا الى البحر وتقف على شاطئ الدجلة وترمی شبكتك على بختی وكل ما طلع اشتريته منك بمائة دينار ففرح الرجل لما سمع هذا الكلام وقال على رأسی أرجع معكم ثم أن الصياد ورجع الى البحر ورمى شبكته وصبر عليها ثم أنه جذب الخيط وجر الشبكة اليه فطلع فی الشبكة صندوق مقفول ثقيل الوزن فلما نظره الخليفة جه فوجده ثقيلا فاعطى الصياد مائة دينار وانصرف وحمل الصندوق مسرور هو وجعفر وطلعا به مع الخليفة الى القصر وأوقد الشموع والصندوق بين يدي الخليفة فتقدم جعفر ومسرور وكسروا الصندوق فوجدوا فيه قفة خوص محيطة بصوت أحمر فقطعوا الخياطة فرأوا فيها قطعة بساط فرفعوها فوجدوا تحتها ازار فرفعوا الازار فوجدوا تحته صبية كانها سبيكة مقتولة ومقطوعة فلما نظرها الخليفة جرت دموعه على خده والتفت الى جعفر وقال يا كلب الوزراء اتقتل القتلى في زمنی ويرمون فی البحر ويصيرون متعلقين بذمتی والله لابد أن اقتص لهذه الصبية ممن قتلها واقتله وقال لجعفر وحق اتصال نسبی بالخلفاء من بنی العباس ان لم تأتينی بالذی قتل هذه لانصفها منه لاصلبنك على باب قصری أنت وأربعين من بنی عمك واغتاظ الخليفة فقال جعفر امهلنی ثلاثة أيام قال امهلتك ثم خرج جعفر من بين يديه ومشى فی المدينة وهو حزين وقال فی نفسه من أعرف من قتل هذه الصبية حتى أحضره للخليفة وان أحضرت له غيره يصير معلقا بذمتی ولا أدري ما أصنع ثم أن جعفر أجلس فی بيته ثلاثة أيام وفی اليوم
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/65
المظهر