وفيه الجواهر والمعادن معلقة فمشينا فی الدهليز الى أن دخلنا القاعة فلم يوجد لها نظير مفروشة بالفراش الحرير معلقا فيها القناديل الموقدة والشموع المضيئة وفی صدر القاعة سرير من المرمر مرصع بالدر والجوهر وعليه ناموسية من الاطلس واذا بصبية خرجت من الناموسية مثل القمر فقالت لی مرحبا وأهلا وسهلا يا أختی آنستينی وجبرت خاطری وأنشدت تقول
ثم جلست وقالت يا أختی ان لی أخا وقد رآك فی الافراح وهو شاب أحسن منی وقد أحبك قلبه حبا شديدا وأعطى هذه العجوز دراهم حتى أتتك وعملت الحيلة لاجل اجتماعه بك ويريد أخی أن يتزوجك بسنة الله ورسوله وما فی الحلال من عيب فلما سمعت كلامها ورأيت نفسی قد انحجزت فی الدار فقلت للصبية سمعا وطاعة ففرحت وصفقت بيدها وفتحت بابا فخرج منه شاب مثل القمر كما قال الشاعر
فلما نظرت اليه مال قلبی له ثم جاء وجلس واذا بالقاضی قد دخل ومعه أربع شهود فسلموا وجلسوا ثم انهم كتبوا كتابی على ذلك الشاب وانصرفوا فالتفت الشاب الی وقال ليلتنا مباركة ثم قال يا سيدتی انی شارط عليك شرطا فقلت يا سيدی وما الشرط فقام وأحضر لی مصحفا وقال احلفی لی انك لا تختاری أحدا غيری ولا تميلی اليه فحلفت له على ذلك ففرح فرحا شديدا وعانقنی فاخذت محبته بمجامح قلبی وقدموا لنا السماط فاكلنا وشربنا حتى اكتفينا فدخل علينا الليل فاخذنی ونام معی على الفراش وبتنا فی عناق الى الصباح ولم نزل على هذه الحالة مدة شهر ونحن فی هناء وسرور وبعد الشهر استأذنته فی انی أسير الى السوق واشتري بعض قماش فاذن لی فی الرواح فلبست ثيابی وأخذت العجوز معی ونزلت فی السوق فجلست على دكان شاب تاجر تعرفه العجوز وقالت لی هذا ولد صغير مات أبوه وخلف مالا كثيرا ثم قالت له هات أعز ما عندك من القماش لهذه الصبية فقال لها سمعا وطاعة فصارت العجوز تثنی عليه فقلت ما لنا حاجة بثنائك عليه لان مرادنا ان ناخذ حاجتنا منه ونعود الى منزلنا فاخرج لنا ما طلبناه وأعطيناه الدراهم فابى أن ياخذ شيئا وقال هذه ضيافتكما اليوم عندي فقلت للعجوز ان لم ياخذ الدراهم أعطه قماشه فقال والله لا آخذ شيئا والجميع هدية من عندی فی قبلة واحدة فانها عندی أحسن من ما فی دكانی فقالت العجوز ما الذی يفيدك من القبلة ثم قالت يا بنتی قد سمعت ما قال هذا الشاب وما يصيبك شیء اذا أخذ منك قبلة وتأخذين ما تطلبينه فقلت لها أما تعرفين انی حالفة فقالت دعيه يقبلك وأنت ساكتة ولا عليك شيء وتأخذين هذه