وأنشدت ايضا هذه الابيات
فلما سمع السياف شعرى وكان سياف أبى ولى عليه احسان قال يا سيدى كيف أفعل وأنا عبد مأمور ثم قال لى فز بعمرك ولا تعد الى هذه الارض فتهلك وتهلكنى معك كما قال الشاعر ونفسك فز بها ان خفت ضيما وخل الدار تنعى من بناها رد لمعى من فانك واجد أرضا بأرض ونفسك لم تجد نفسا سواها عجبت لمن يعيش بدار ذل وأرض الله واسعة فلاها ومن كانت منيته بأرض فليس يموت فى أرض سواها وما غلظت رقاب الاسد حتى بانفسها تولت ما عناها فلما قال لى ذلك قبلت يديه وما صدقت بالنجاة حتى فررت وهان على تلف عينى بنجاتى من القتل وسافرت حتى وصلت الى مدينة عمى فدخلت عليه واعلمته بما جرى لوالدى وبما جرى لى من تلف عينى فبكى بكاء شديدا وقال لقد زدتني هما على همى وغما على غمى فان ابن عمك قد فقد منذ أيام ولم أعلم بما جرى له ولم يخبرنى أحد بخبره وبكى حتى اغمى عليه فلما استفاق قال يا ولدى قد حزنت على ابن عمك حزنا شديداً وأنت زدتنى بما حصل لك ولابيك غما على غمى ولكن يا ولدى بعينك ولايروحك ثم أنه لم يمكنى السكوت عن ابن عمى الذى هو والده فاعلمته بالذى جرى له كله ففرح عمى بما قلته له فرحا شديدا عند سماع خبر ابنه وقال أرنى التربة فقلت والله يا عمى لم أعرف مكانها لانى رجعت بعد ذلك مرات لافتش عليها فلم أعرف مكانها ثم ذهبت أنا وعمي الى الجبانة ونظرت يمينا وشمالا فعرفتها ففرحت أنا وعمى فرحا شديدا ودخلت أنا واياه التربة وأزحنا التراب ورفعنا الطابق ونزلت أنا وعمى مقدار خمسين درجة فلما وصلنا الى آخر السلم واذا بدخان طلع علينا فغشي أبصارنا فقال عمى الكلمة التى لا يخاف قائلها وهى لاحول ولا قوة الا بالله العلى العظيم ثم مشينا واذا نحن بقاعة ممتلئة دقيقا وحبوبا وماكولات وغير ذلك ورأينا فى وسط القاعة ستارة مسبولة على سرير فنظر عمى الى السرير فوجد ابنه هو والمرأة التى قد نزلت معه صارا فحما أسود وهما متعاتقان كانهما القيا فى جب نار فلما نظر عمى ذلك بصق فى وجهه وقال تستحق يا خبيث فهذا عذاب الدنيا وبقى