المدينة جاءت طريقهم على تلك الدار فسمعوا آلات الملاهى فقال الخليفة لجعفر انى أريد أن ندخل هذه الدار ونشاهد صواحب هذه الاصوات فقال جعفر هؤلاء قوم قد دخل السكر فيهم ونخشى أن يصيبنا منهم شر فقال لابد من دخولنا وأريد ان نتحيل حتى ندخل عليهم فقال جعفر سمعا وطاعة ثم تقدم جعفر وطرق الباب فخرجت البوابة وفتحت الباب فقال لها يا سيدتى نحن تجار من طبرية ولنا فى بغداد عشرة أيام ومعنا تجارة ونحن نازلون فى خان التجار وعزم علينا تاجر فى هذه الليلة فدخلنا عنده وقدم لنا طعاما فاكلنا ثم تنادمنا عنده ساعة ثم أذن لنا بالانصراف فخرجنا بالليل ونحن غرباء فتهنا عن الخان الذى نحن فيه فنرجوا من مكارمكم ان تدخلونا هذه الليلة نبيت عندكم ولكم الثواب فنظرت البوابة اليهم فوجدتهم بهيئة التجار وعليهم الوقار فدخلت صاحبتيها وشاورتهما فقالتا لها ادخليهم فرجعت وفتحت لهم الباب فقالوا ندخل باذنك قالت ادخلوا فدخل الخليفة وجعفر ومسرور فلما رأتهم البنات قمن لهم وخدمنهم وقلنا مرحبا وأهلا وسهلا باضيافنا ولنا عليكم شرط أن لا تكلموا فيما لا يعنيكم فتسمعوا ما لا يرضيكم قالوا نعم وبعد ذلك جلسوا للشراب والمنادمة فنظر الخليفة الى الثلاثة الصعاليك فوجدهم عور بالعين الشمال فتعجب منهم ونظر الى البنات وما هم فيه من الحسن والجمال فتحير وتعجب واستمروا فى المنادمة والحديث واتين للخليفة بشراب فقال أنا حاج وانعزل عنهم فقامت البوابة وقدمت له سفرة مزركشة ووضعت عليها باطية من الصينى وسكبت فيها ماء الخلاف وارخت فيه قطعة من الثلج ومزجته بسكر فشكرها الخليفة وقال فى نفسه لابد أن أجازيها فى غد على فعلها من صنيع الخير ثم اشتغلوا بمنادمتهم فلما تحكم الشراب قامت صاحبة البيت وخدمتهم ثم أخذت بيد الدلالة وقالت يا أختى قومى بمقتضى ديننا فقالت لها نعم فعند ذلك قامت البوابة وأطلعت الصعاليك خلف الابواب قدامهن وذلك بعدأن أخلت وسط القاعة ونادين الحمال وقلن له ما أقل مودتك ما أنت غريب بل أنت من أهل الدار فقام الحمال وشدوا وسطه وقال ما تردن قلن قف مكانك ثم قامت الدلالة وقالت للحمال ساعدني فرأي كلبتين من الكلاب السود فى رقبتيها جنازير فاخذهما الحمال ودخل بهما الى وسط القاعة فقامت صاحبة المنزل وشمرت عن معصمها وأخذت سوطا وقالت للحمال قوم كلبة منهما فجرها فى الخنزير وقدمها والكلبة تبكى وتحرك رأسها الى الصبية فنزلت الصبية عليها بالضرب على رأسها والكلبة تصرخ ومازالت تضربها حتى كلت سواعدها فرمت السوط من سواعدها ثم ضمت الكلبة الى صدرها ومسحت دموعها وقبلت رأسها ثم قالت للحمال ردها وهات الثانية فجاء بها وفعلت بها مثل ما فعلت بالاولى فعند ذلك اشتغل قلب الخليفة وضاق صدره وغمز جعفرا أن يسألها فقال له بالاشارة اسكت ثم التفتت صاحبة البيت للبوابة وقالت لها قومى لقضاء ماعليك قالت نعم ثم أن صاحبة البيت صعدت على سرير من المرمر مصفح بالذهب والفضة وقالت البوابة والدلالة ائتيا بما عندكما فاما البوابة فانها صعدت على سرير بجانبها وأما الدلالة فانها دخلت مخدعا وأخرجت منه كيسا من الاطلس باهداب خضر ووقفت قدام الصبية صاحبة المنزل ونفضت الكيس وأخرجت منه عودا وأصلحت أوتاره وأنشدت هذه الابيات
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/40
المظهر