ما رأيت ظاهر الدنيا الا فى هذه الساعة ولا تصطد منها كل يوم الا مرة واحدة واستودعتك الله ثم دق الأرض بقدميه فانشقت وابتلعته ومضى الصياد الى المدينة وهو متعجب مما جرى له مع هذاالعفريت ثم أخذ السمك ودخل به منزله وأتى بماجور وملاه ماء وحط فيه السمك فاختبط السمك من داخل الماجور فى الماء ثم حمل الماجور فوق رأسه وقصد به قصر الملك كما أمره العفريت فلما طلع الصياد الى الملك وقدم له السمك تعجب الملك غاية العجب من ذلك السمك الذى قدمه اليه الصياد لانه لم يرى في عمره مثله صفة ولا شكلا فقال القوا هذا السمك للجار ية الطباخة وكانت هذه الجارية قد أهداها له الملك الروم ممذ ثلاثة أيام وهو لم يجر بها فى طبيخ فأمرها الوزير أن تقليه وقال لها يا جارية أن الملك الملك يقول لك ما ادخرت دمعتى الا لشدتى ففرجينا اليوم على طهيك وحسن طبيخك فان السلطان جاء اليه واحد بهدية ثم رجع الوزير بعدما أوصاها فأمره الملك أن يعطى الصياد أربعمائة دينار فاعطاه الوزير اياها فأخذها فى حجره وتوجه الى منزله لزوجته وهو فرحان مسرور ثم اشترى لعياله ما يحتاجون اليه هذا ما كان من أمر الصياد (وأما) ماكاذ من أمر الجارية فانها أخذت السمك ونظفته ورصته في الطاجن ثم أنها تركت السمك حتى استوى وجهه وقلبته على الوجه الثانى واذا بحائط المطبخ قد انشقت وخرجت منها صبية رشيقة القد أسيلة الخد كاملة الوصف كحيلة الطرف بوجهه مليح وقد رجيح لابسة كوفية خز أزرق وفى أذنها حلق وفى معاصمها أساور وفى أصابعها خواتيم بالفصوص المثمنة وفى يدها قضيب من الخيزران فغرزت القضيب فى الطاجن وقالت يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم فلما رأت الجارية هذا غشى عليها وقد أعادت الصبية القول ثانيا وثالثا فرفع السمك رأسه فى الطاجن وقال نعم نعم ثم قال جمعية هذا البيت
فعند ذلك قلبت الصبية الطاجن وخرجت من الموضع الذى دخلت منه والتحمت حائط المطبخ ثم أقامت الجارية فرأت الأربع سمكات محروقة مثل الفحم الأسود فقالت تلك الجارية من أول غزوته حصل كسر عصبته فبينما هى تعاتب نفسها واذا بالوزير واقف على رأسها وقال لها هاتى السمك للسلطان فبكت الجارية وأعلمت الوزير بالحال وباالذى جري فتعجب الوزير من ذلك وقال ما هذا الا أمر عجيب ثم أنه أرسل الى الصياد فأتوا به اليه فقال له ايها الصياد لابد أن تجيب لنا بأربع سمكات مثل التى جئت بها أولا فخرج الصياد الى البركة وطرح شبكته ثم جذبها واذا بأربع سمكات فأخذها وجاء بها الى الوزير فدخل بها الوزير الى الجارية وقال لها قومى اقليها قدامى حتى أرى هذه القضية فقامت الجارية وأصلحت السمك ووضعته فى الطاجن على النار فما استقر الا قليلا واذا بالحائط قد انشقت والصبية قد ظهرت وهى لابسة ملبسها وفى يدها القضيب فغرزته فى الطاجن وقالت يا سمك يا سمك هل أنت على العهد القديم مقيم فرفعت السمكات رؤسها وانشدت هذا البيت