فلما فرغ رويان الحكيم من كلامه سقط الملك ميتا من وقته فاعلم ايها العفريت ان الملك يونان لو ابقى الحكيم رويان لابقاه الله ولكن أبى وطلب قتله فقتله الله وانت ايها العفريت لو ابقيتنى لابقاك الله وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح فقالت لها اختها دنيازاد ما أحلى حديثك فقالت واين هذا مما أحدثكم به الليلة القابلة ان عشث وابقانى الملك وباتوا تلك الليلة فى نعيم وسرور الى الصباح تم اطلع الملك الى الديوان ولما انفض الديوان دخل قصره واجتمع باهله (ففى ليلة ٦) قالت بلغنى ايها الملك السعيد ان الصياد لما قال للعفريت لو ابقيتنى كنت أبقيتك لكن ما أردت الا قتلى فانا اقتلك محبوسا فى هذا القمقم والقيك فى هذا البحر ثم صرخ المارد وقال بالله عليك أيها الصياد لاتفعل وابقنى كرماولا تؤاخذنى بعملى فاذا كنت أنا مسيئا كن أنت محسن وفي الامثال السائرة يا محسنا لمن أساء كفى المسىء فعله ولاتعمل كما عمل امامة مع عاتك قال الصياد وماشأنهما فقال العفريت ما هذا وقت حديث وانا فى السجن حتى تطلعنى منه وأنا أحدثك بشأنهما فقال الصياد لابد من القائك فى البحر ولاسبيل الى اخراجك منه فانى كنت استعطفك واتضرع اليك وأنت لا تريد الا قتلى من غير ذنب استوجبته منك ولافعلت معك سوءا قط ولم أفعل معك الا خيرا لكونى أخرجتك من السجن فلما فعلت معى ذلك علمت انك رديء الاصل واعلم اننى ما رميتك فى هذا البحر الا لأجل ان كل من أطلعك أخبره خبرك وأحذره منك فيرميك فيه ثانيه فتقيم فى هذا البحر الى آخر الزمان حتى ترى أنواع العذاب فقال العفريت اطلقنى فهدا وقت المرءوات وأنا أعاهدك انى لم أسؤك أبدا بل انفعك بشىء يغنيك دائما فاخذ الصياد عليه العهدا انه اذا أطلقه لا يؤذيه أبدا بل يعمل معه الجميل فلما استوثق منه بالايمان والعهود وحلفه باسم الله الاعظم فتح له الصياد فتصاعد الدخان حتى خرج وتكامل فصار عفريتا مشوه الخلقة ورفس القمقم فرماه فى البحر فلما راي الصياد أنه رمى القمقم فى البحر أيقن بالهلاك وبال فى ثيابه وقال هذه ليست علامة خير ثم انه قوى قلبه وقال ايها العفريت قال الله تعالى واوفوا العهد ان العهد كان مسئولا وأنت قد عاهدتنى وحلفت انك لا تغدر بى يجزك الله فانه غيور يمهل ولا يهمل وانا قلت لك مثلما قال الحكيم رويان للملك يونان ابقنى يبقك الله فضحك العفريت ومشى قدامه وقال ايها الصياد اتبعنى فمشى الصياد وراءه وهو لم يصدق بالنجاة الى ان خرجا من ظاهر المدينة وطلعا على جبل ونزلا الى برية متسعة واذا فى وسطها بركة ماء فوقف العفريت عليها وامر الصياد ان يطرح الشبكة ويصطاد فنظر الصياد الى البركة واذا بهذا السمك ألوانا الابيض والاحمر والازرق والأصفر فتعجب الصياد من ذلك ثم انه طرح شبكته وجذبها فوجد فيها أربع سمكات كل سمكة بلون فلما رآها الصياد فرح فقال له العفريت ادخل بها الى السلطان وقدمها اليه فانه يعطيك ما يغنيك وبالله اقبل عذرى فانى فى هذا الوقت لم أعرف طريقا وانا فى هذا البحر مدة الف وثمانمائة عام
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/27
المظهر