ماتتمناه فهو لك وتكون نديمى وحبيبى ثم انه خلع عليه وأحسن اليه وقال له اتبرئنى من هذا المرض بلا دواء ولادهان قال نعم ابرئك بلا مشقة فى جسدك فتعجب الملك غاية العجب ثم قال له أيهاالحكيم الذى ذكرته لى يكون فى أى الارقات وفى أى الايام فاسرع به يا ولدى قال سمعا وطاعة ثم نزل من عند الملك واكترى له بيتا وحط فيه كتبه وادويته وعقاقيره ثم إستخرج الادوية والعقاقير وجعل منها صولجانا وجوفه وعمل له قصبة وصنع له كرة بمعرفته فلما صنع الجميع وفرغ منها طلع الى الملك فى اليوم الثانى ودخل عليه وقبل الأرض بين يديه وامره ان يركب إلى الميدان وان يلعب بالكرة والصولجان وكان معه الامراء والحجاب والوزراء وأرباب الدولة استقر به الجلوس في الميدان حتى دخل عليه الحكيم رويان وناوله الصولجان وقال له خذ هذا الصولجان واقبض عليه مثل هذه القبضة وامشى فى الميدان واضرب به الكرة بقوتك حتى يعرق كفك وجسدك فينفذ الدواء من كفك فيسرى فى سائر جسدك فاذا عرقت واثر الدواء فيك فارجع الى قصرك وادخل الحمام واغتسل ونم فقد برئت والسلام فمند ذلك أخذ الملك يونان ذلك الصولجان من الحكيم ومسكه بيده وركب الجواد وركب الكرة بين يديه وساق خلفها حتى لحقها وضربها بقوة وهو قابض بكفه على قصبة الصولجان وما زال يضرب به الكرة حتى عرق كفه وسائر بدنه وسرى له الدواء من القبضة وعرف الحكيم رويان ان الدواء سرى فى جسده فامره بالرجوع الى قصره وان يدخل الحمام من ساعته فرجع الملك يونان من وقته وامر أن يخلوا له الحمام فاخلوه له وتسارعت الفراشون وتسابقت المماليك واعدوا للملك قماشه ودخل الحمام واغتسل غسيلا جيدا ولبس ثيابه داخل الحمام ثم خرج منه و ركب الى قصره ونام فيه هذا ما كان من أمر الملك يونان واما ما كان من أمر الحكيم رويان فانه رجع الى داره وبات فلما أصبح الصباح طلع الى الملك واستأذن عليه فاذن له فى الدخول فدخل وقبل الأرض بين يديه واشار الى الملك بهذه الابيات
فلما فرغ من شعره نهض الملك قأئما على قدميه وعانقه وأجلسه بجنبه وخلع عليه الخلع السنية ولما خرج الملك من الحمام نظر إلى جسده فلم يجد فيه شيئا من البرص وصار جسده نقيا مثل الفضة البيضاء ففرح بذلك غاية الفرح واتسع صدره وانشرح فلما أصبح الصباح دخل الديوان وجلس على سرير ملكه ودخلت عليه الحجاب وأكابر الدولة ودخل عليه الحكيم رويان فلما رآه قام اليه مسرعا وأجلسه بجانبه وإذا بموائد الطعام قد مدت فأكل صحبته ومازال عنده ينادمه طول نهاره فلما أقبل الليل أعطى الحكيم الفى دينار غير الخلع والهدايا وأركبه جواده وانصرف الى داره والملك