واوجز فقال له كيف كنت في هذا القمقم والقمقم لايسع يدك ولارجلك فكيف يسعك كلك فقال له العفريت وهل أنت لاتصدق اننى كنت فيه فقال الصياد لاأصدق ابدا حتى أنظرك فيه بعينى وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفى ليلة ٤) قالت بلغنى أيها الملك السعيد ان الصياد لما قال للعفريت لا أصدقك ابدا حتى انظرك بعينى فى القمقم فانتفض العفريت وصار دخانا صاعدا الى الجو ثم اجتمع ودخل فى القمقم قليلا قليلا حتى استكمل الدخان داخل القمقم واذا بالصياد اسرع واخذ السدادة الرصاص المختومة وسدب ها فم القمقم ونادى العفريت وقال له تمنى على أى موتة تموتها لارميك فى هذا البحر وابنى لى هنا بيتا وكل من أتى هنا أمنعه ان يصطاد وأقول له هنا عفريت وكل من أطلعه يبين له انواع الموت ويخيره بينها فلما سمع العفريت كلام الصياد اراد الخروج فلم يقدر ورأى نفسه محبوسا ورأى عليه طبع خاتم سليمان وعلم ان الصياد سجنه فى سجن احقر العفاريت وأقذرها وأصغرها ثم ان الصياد ذهب بالقمقم الى جهة البحر فقال له العفريت لالا فقال الصياد لابد لابد فلطف المارد كلامه وخضع وقال ما تريد ان تصنع بى ياصياد قال القيك فى البحر ان كنت أقمت فيه الفا وثمانمائة عام فانا أجعلك تمكث الى ان تقوم الساعة أما قلت لك ابقى يبقيك الله ولاتقتلنى يقتلك الله فابيت قولى وما أردت الا غدرى فالقاك الله فى يدى فغدرت بك فقال العفريت افتحلى حتى احسن اليك فقال له الصياد تكذب ياملعون أنامثلى ومثلك مثل وزير الملك يونان والحكيم رويان فقال العفريت وماشأن الملك يونان والحكيم رويان وما قصتهما
(قال) الصياد اعلم ايها العفريت انه كان فى قديم الزمان وسالف العصر والاوان فى مدينة الفرس وارض رومان ملك يقال له الملك يونان وكان ذا مال وجنود وبأس وأعوان من سائر الاجناس وكان فى جسده برص قد عجزت فيه الاطباء والحكماء ولم ينفعه منه شرب أدوية ولاسفوف ولادهان ولم يقدر أحد من الاطباء ان يداويه وكان قد دخل مدينة الملك يونان حكيم كبير طاعن فى السن يقال له الحكيم رويان وكان عارفا بالكتب اليونانية والفارسية والرومية والعربية والسريانية وعلم الطب والنجوم وعالما باصول حكمتها وقواعد أمورها من منفعتها ومضرتها عالما بخواص النباتات والحشائش والاعشاب المضرة والنافعة قد عرف علم الفلاسفة وحاز جميع العلوم الطبية وغيرها ثم ان الحكيم لما دخل المدينة واقام بها ايام قلائل سمع خبرا الملك وماجرى له فى بدنه من البرص الذى ابتلاه الله به وقد عجزت عن مداواته الاطباء واهل العلوم فلما بلغ ذلك الحكيم بات مشغولا فلما أصبح الصباح لبس افخر ثيابه ودخل على الملك يونان وقبل الأرض ودعا له بدوام العز والنعم واحسن ما به ثكلم واعلمه بنفسه فقال أيها الملك بلغنى ما اعتراك من هذا الذى فى جسدك وان كثيرا من الاطباء ليعرفوا الحيلة فى زواله وها انا أداويك ايها الملك ولا أسقيك دواء ولاأدهنك بدهن فلما سمع الملك يونان كلامه تعجب وقال له كيف تفعل فوالله ان أبرئتنى أغنيتك لولد الولد وانعم عليك وكل