ثم قالت وقيل ان عزة كانت فی نهاية الحسن والجمال ثم قالت له يا ابن الملك ان كنت تعرف شيئا من كلام جميل فانشدنا منه ثم قال انی أعرف به من كل واحد ثم أنشد من شعر جميل هذا البيت
فلما سمعت ذلك قالت له أحسنت يا ابن الملك ما الذی أرادته عزة بجميل حتى قال هذا الشطر أی تريدين قتلی لا تريدين غيره.فقال لها شركان يا سيدتي لقد أرادت به ما تريدين منی ولا يرضيك فضحكت لما قال لها شركان هذا الكلام ولم يزالا يشربان الى أن ولى النهار وأقبل الليل بالاعتكار فقامت الجارية وذهبت مرقدها ونامت ونام شركان فی مرقده إلى أن أصبح الصبح فلما أفاق أقبلت عليه الجواری بالدفوف وآلات الطرب علی العادة وقبلن الارض بین یدیه وقلن له تفضل فان سیدتنا تدعوك إلی الحضور عندها فقام شرکان ومشى الجواری حوله يضربن بالدفوف والآلات إلى أن خرج من تلك الدار ودخل داراً غيرها أعظم من الاولى وفيها من التماثيل وصور الطیورو الوحوش ما لا يوصف فتعجب شركان مما رأى من صنع ذلك المكان فانشد هذه الابيات
فلما رأت الجارية شركان قامت له وأخذت يده وأجلسته إلى جانبها وقالت له أنت ابن الملك عمر النعمان فهل تحسن لعب الشطرنج فقال نعم ولكن لا تكونی كما قال الشاعر
ثم قدم الشطرنج ولعبت معه فصار شركان كلما أراد أن ينظر إلى نقلها نظر الى وجهها فيضع الفرس موضع الفيل ويضع الفيل موضع الفرس فضحكت وقالت إن كان لعبك هكذا فأنت لا تعرف شيئا فقال هذا أول دست لا تحسبيه فلما غلبته رجع وصف القطع ولعب معها فغلبته ثانيا وثالثا ورابعاً وخامسا ثم التفتت اليه وقالت له أنت فی كل شیء مغلوب فقال يا سيدتي مع مثلك يحسن أن أكون مغلوبا ثم أمرت باحضار الطعام فاكلا وغسلا أيديهما وأمرت باحضار الشراب فشربا وبعد ذلك أخذت القانون وكان لها بضرب القانون معرفة جيدة فانشدت هذه الابیات