الطرب فقالت سمعا وطاعة ثم غابت لحظة واتت بعود جلقی وجنك عجمی ونای تتری وقانون مصري فاخذت الجارية العود وأصلحته وشدت أوتاره وغنت عليه بصوت رخيم أرق من النسيم وأعذب من ماء التنسيم وأنشدت مطربة بهذه الابيات
ثم قامت واحدة من الجواری ومعها آلتها وأنشدت تقول عليها أبيات بلسان الرومية فطرب شركان ثم غنت الجارية سيدتهن أيضا وقالت يا مسلم أما فهمت ما أقول قال لا ولكن ما طربت الا على حسن أناملك فضحكت وقالت له ان غنيت لك بالعربية ماذا تصنع فقال ما كنت أتمالك عقلی فأخذت آلة الطرب وغيرت الضرب وانشدت هذه الابيات
فلما فرغت من شعرها نظرت الى شركان فوجدته قد غاب عن وجوده ولم يزل مطروحا بينهن ممدودا ساعة ثم أفاق وتذكر الغناء فمال طربا ثم ان الجارية هی وشركان على الشراب ولم يزالا فی لعب ولهو الى ان ولى النهار بالرواح ونشر الليل الجناح فقامت الى مرقدها فسأل شركان عنها فقالوا له انها مضت الى مرقدها فقال فی رعاية الله وحفظه فلما أصبح أقبلت عليه الجارية وقالت له ان سيدتی تدعوك اليها فقام معها وسار خلفها فلما قرب من مكانها زفته الجواری بالدفوف والمغانی الى ان وصل الى باب كبير من العاج مرصع بالدر والجوهر فلما دخلوا منه وجد دارا كبيرة أيضا وفی صدرها إيوان كبير مفروش بانواع الحرير وبدائر ذلك شبابيك مفتحة مطلة على أشجار وأنهار وفي البيت صور مجسمة يدخل فيها الهواء فتتحرك فی جوفها آلات فيتخيل للناظر انها تتكلم والجارية جالسة تنظر اليهم فلما نظرته الجارية نهضت قائمة اليه وأخذت يده وأجلسته بجانبها وسألته عن مبيته فدعا لها ثم جلسا يتحدثان فقالت له أتعرف شيئا مما يتعلق بالعاشقين والمتيمين فقال نعم أعرف شيئا من الاشعار فقالت اسمعنی فأنشد هذه الابيات
فلما سمعته قالت لقد كان کثیر باهرفی الفصاحة بارع البلاغة لانه بالغ فی وصفه العزة حيث قال أنشدت هذین البیتین