الشيخ ابراهيم وقال من بالباب فقال له انا يا شيخ ابراهيم قال له من أنت قال له أنا كريم الصياد وسمعت ان عندك أضيافا فجئت اليك بشیء من السمك فانه مليح وكان نور الدين هو والجارية يحبان السمك فلما سمعا ذكر السمك فرحا به فرحا شديدا وقالا يا سيدي افتح له ودعه يدخل لنا عندك بالسمك الذی معه ففتح الشيخ ابراهيم فدخل الخليفة وهو فی صورة الصياد وابتدأ بالسلام فقال له الشيخ ابراهيم أهلا باللص السارق المقامر تعال أرنا السمك الذی معك فاراهم اياه فلما نظروه فاذا هو حی يتحرك فقالت الجارية والله يا سيدي ان هذا السمك مليح يا ليته مقلی فقال الشيخ ابراهيم والله صدقت ثم قال للخليفة يا صياد ليتك جئت بهذا السمك مقليا قم فاقله لنا وهاته فقال الخليفة على الرأس اقليه وأجیء به فقال له عجل بقليه والاتيان به فقام الخليفة يجري حتى وصل الى جعفر وقال يا جعفر طلبوا السمك مقليا فقال يا أميرالمؤمنين هاته وانا أقليه فقال الخليفة وتربة آبائی وأجدادی ما يقليه الا انا بيدی ثم ان الخليفة ذهب الى خص الخولی وفتش فيه فوجد فيه كل شیء يحتاج اليه من آلة القلی حتى الملخ والزعتر وغير ذلك فتقدم للكانون وعلق الطاجن وقلاه قليا مليحا فلما استوى جعله على ورق الموز وأخذ من البستان ليمونا وطلع بالسمك ووضعه بين أيديهم فتقدم الصبی والصبية والشيخ ابراهيم واكلوا فلما فرغوا غسلوا أيديهم فقال نور الدين والله يا صياد انك صنعت معنا معروفا هذه الليلة ثم وضع يده فی جيبه واخرج له ثلاثة دنانير من الدنانير التی أعطاه اياها سنجر وقت خروجه للسفر وقال يا صياد اعذرنی فوالله لو عرفتك قبل الذی حصل لی سابقا لكنت نزعت مرارة الفقر من قلبك لكن خذ هذا بحسب الحال ثم رمى الدنانير للخليفة فاخذها وقبلها ووضعها فی جيبه وماكان مراد الخليفة بذلك الا السماع من الجارية وهی تغنی فقال الخليفة أحسنت وتفضلت لكن مرادی من تصدقاتك العميمة ان هذه الجارية تغنی لنا صوتا حتى أسمعها فقال نور الدين يا أنيس الجليس قالت نعم قال لها وحياتی أن تغنی لنا شيئا من شأن خاطر هذا الصياد لانه يريد أن يسمعك فلما سمعت كلام سيدها أخذت العود وغمزته بعد ان فركت أذنه وأنشدت هذين البيتين
ثم انها ضربت ضربا غريبا الى ان أذهلت العقول فقال نور الدين یا صياد هل أعجبتك الجارية وتحريكها الاوتار فقال الخليفة أی والله فقال نور الدين هی هبة منی اليك هبة كريم لا يرجع فی عطائه ثم ان نور الدين نهض قائما على قدميه وأخذ ملوطة ورماها على الخليفة وهو فی صورة الصياد وأمره أن يخرج ويروح بالجارية فنظرت الجارية الیه وقالت يا سيدی هل انت رائح بلا وداع ان كان ولا بد فقف حتى أودعك وأنشدت هذين البيتين