أرجع اليك وراحت فلم يستقر أخی الا والعبد قد أقبل ومعه السيف المجرد فقال لأخی قم يا مشئوم فقام أخی وتقدم العبد أمامه وأخی وراءه ومدیده الی السیف الذی تحت ثیابه وضرب العبد فرمى رأسه وسحبه من رجله الى السرداب ونادى اين المليحة فجاءت الجارية وبيدها الطبق الذی فيه الملح فلما رأت أخی والسيف بيده ولت هاربة فتبعها أخی وضربها فرمى رأسها ثم نادى أين العجوز فجاءت فقال لها أتعرفينی يا عجوز النحس فقالت لا يا مولای فقال لها أنا صاحب الدنانير الذی جئت وتوضأت عندي وصليت ثم تحيلت علی حتى أوقعتنی هنا فقالت اتق الله في أمری فالتفت اليها وضربها بالسيف فصيرها قطعتين ثم خرج فی طلب الجارية فلما راته طار عقلها وطلبت منه الامان فامنها ثم قال لها ما الذی أوقعك عند هذا الا الاسود فقالت اني كنت جارية لبعض التجار وكانت هذه العجوز تتردد علی فقالت لی يوما من الايام ان عندنا فرحا ما رأى أحد مثله فأحب ان تنظري اليه فقلت لها سمعا وطاعة ثم قمت ولبست أحسن ثيابي وأخذت معی صرة فيها مائة دينار ومضيت معها حتى أدخلتنی هذه الدارفلما دخلت ما شعرت الا وهذا الاسود أخذنی ولم أزل عنده على هذا الحال ثلاث سنين بحيلة العجوز الكاهنة فقال لها أخی هل له فی الدار شیء فقالت عنده شیء كثير فان كنت تقدرعلى نقله فانقله فقام أخی ومشى معها ففتحت له الصناديق فيها أكياس فبقی أخی متحيرا فقالت له الجارية امض الان ودعنی هنا وهات من ينقل المال فخرج واكترى عشرة رجال وجاء فلما وصل الى الباب وجده مفتوحا ولم يرالجارية ولا الا كياس وانما رأى شيئا يسيرا من المال والقماش فعلم نها خدعته فعند ذلك أخذ المال الذي بقي وفتح الخزائن وأخذ جميع ما فيها من القماش ولم يترك فی الدار شيئا وبات تلك الليلة مسرورا فلما أصبح الصباح وجد بالباب عشرين جنديا فلما خرج اليهم تعلقوا به وقالوا له ان الوالی يطلبك فاخذوه وراحوا الى الوالی فلما رأي أخی قال له من اين لك هذا القماش فقال أخی اعطنی الامان فاعطاه منديل الامان فحدثه بجميع ما وقع له مع العجوز من الاول الي الآخر ومن هروب الجارية ثم قال للوالي والذی أخذته خذ منه ما شئت ودع ماأتقوت به فطلب الوالی جميع المال والقماش وخاف أن يعلم به السلطان فاخذ البعض وأعطى أخی البعض وقال له اخرج من هذه المدينة والا أشقك فقال السمع والطاعة فخرج الى بعض البلدان فخرجت عليه اللصوص فعروه وضربوه وقطعوا أذنيه فسمعت بخبره فخرجت اليه وأخذت اليه ثيابا وجئت به الى المدينة مسرورا ورتبت له ما ياكله وما يشربه وأما أخی السادس يا أمير المؤمنين وهو مقطوع الشفتين فانه كان فقيرا جدا لا يملك شيئا من حطام الدنيا الفانية فخرج يوما من الايام يطلب شيئا يسد به رمقه فبينما هو فی بعض الطرق اذ رأى حسنه ولها دهليز واسع مرتفع وعلى الباب خدم وامر ونهی فسأل بعض الواقفين هناك فقال هی لانسان من اولاد الملوك فتقدم أخی الي البوابين وسألهم شيئا فقالوا ادخل باب الدار تجد ما تحب من صاحبها فدخل الدهليز ومشى فيه ساعة حتى وصل الي دار فی غاية ما يكون من الملاحة والظرف وفی وسطها بستان ما رأى الراؤن أحسن منه وأرضها مفروسة بالرخام وستورها مسبولة فصار أخی لا يعرف أين يقصد فمضى نحو صدر المكان فرأي انسانا حسن الوجه
صفحة:ألف ليلة وليلة.djvu/125
المظهر