معها فانك تنال من جمالها ومن مالها جميع ما تريد فاخذ اخی جميع الذهب وقام ومشى مع العجوز وهو لا يصدق بذلك فلم تزل تمشی وأخی تمشی وراءها حتى وصلا الى باب كبير فدقته فخرجت جارية رومية فتحت الباب فدخلت العجوز وأمرت أخی بالدخول فدخل دار كبيرة فلما دخلها رأى فيها مجلسا كبيرا مفروشا وسائد مسبلة فجلس أخی ووضع الذهب بين يديه ووضع عمامته على ركبته فلم يشعر الا وجارية اقبلت ما رأى مثلها الراؤن وهی لابسة أفخر القماش فقام أخی على قدميه فلما رأته ضحكت فی وجهه وفرحت به ثم ذهبت الى الباب واغلقته ثم اقبلت على أخی وأخذت يده ومضيا جميعا الى أن أتيا الى حجرة منفردة فدخلاها واذا هی مفروشة بانواع الديباج فجلس أخی وجلست بجانبه ولاعبته ساعة زمانية ثم قامت وقالت له لا تبرح حتى أجیء اليك وغابت عنه ساعة فبينما هو كذلك اذ دخل عليه عبد اسود عظيم الخلقة ومعه سيف مجرد يأخذ لمعانه بالبصر وقال لأخی يا ويلك من جاء بك الى هذا المكان يا أخس الانس يا ابن الزنا وتربية الخنا فلم يقدر اخی أن يرد عليه جوابا بل انعقد لسانه فی تلك الساعة فاخذه العبد واعراه ولم يزل يضربه بالسيف صحفا ضربات متعددة اكثر من ثمانين ضربة الى أن سقط من طوله على الارض فرجع العبد عنه واعتقد انه مات وصاح صيحة عظيمة بحيث ارتجت الارض من صوته ودوى له المكان وقال أين الميلحة فاقبلت اليه جارية في يدها طبق مليح فيه ملح أبيض فصارت الجارية تأخذ من ذلك الملح وتحشر الجراحات التی فی جلد اخی حتى تهورت وأخی لا يتحرك خيفة أن يعلموا انه حی فيقتلوه ثم مضت الجارية وصاح العبد صيحة مثل الاولي فجاءت العجوز الى أخی وجرته من رجله الى سرداب طويل مظلم ورمته فيه على جماعة مقتولين فاستقر فی مكانه يومين كاملين وكان الله سبحانه وتعالى جعل الملح سببا لحياته لانه قطع سيلان عروق الدم فلما رأي أخی فی نفسه القوة على الحركة قام من السرداب وفتح طاقة فی الحائط وخرج من مكان القتلى وأعطاه الله عز وجل الستر فمشى فی الظلام واختفى فی هذا الدهليز الى الصبح فلما كان وقت الصبح خرجت العجوز فی طلب سيد آخر فخرج أخی فی أثرها وهی لا تعلم به حتى اتي منزله ولم يزل يعالج نفسه حتى بریء ولم يزل يتعهد العجوز وينظر اليها كل وقت وهی تأخذ الناس واحد بعد واحد وتوصلهم الى تلك الدار واخی لا ينطق بشیء ثم لما رجعت اليه صحته وكملت قوته عمد الى خرقة وعمل منها كيسا وملاه زجاجا وشده فی وسطه وتنكر حتى لا يعرفه أحد ولبس ثياب العجم وأخذ سيفا وجله تحت ثيابه فلما رأى العجوز قال لها بكلام العجم يا عجوز هل عندك ميزان يسع تسعمائة دينار فقالت العجوز لی ولد صغير صيرفی عنده سائر الموازين فامض معی اليه قبل ان يخرج من مكانه حتى يزن لك ذهبك فقال أخی امشی قدامی فسارت وسارأخی خلفها حتى اتت الباب فدقته فخرجت الجارية وضحكت فی وجهه وهنا ادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الكلام المباح
(وفی لیلة ٤۳) قالت بلغنی ايها الملك السعيد ان المزين قال فخرجت الجارية وضحكت فی وجه اخی فقالت العجوز اتيتكم بلحمة سمينة فاخذت الجارية بيد اخی وادخلته الدار التی دخلها سابقا وقعدت عنده ساعة وقامت وقالت لاخی لا تبرح حتى