واشترى متجرا عوضه من بلادكم ومضي الى الديار المصرية فكان نصيبي من قعودی هذه الليلة حتى حصل من غربتی فهذا يا ملك الزمان ما هو أعجب من حديث الاحدب فقال الملك لا بد من شنقكم كلكم وادرك شهرزاد الصباح فسكتت عن الکلام المباح
(وفی لیلة ۲۸) قالت بلغني ايها الملك السعيد ان ملك الصين لما قال لا بد من شنقكم فعند ذلك تقدم المباشرالى ملك الصين وقال ان أذنت لی حكيت لك حكاية اتقعت لی فی تلك المدة قبل أن أجد هذا الاحدب وان كانت احب من حديثه تهب لنا ارواحنا فقال الملك هات ما عندك فقال اعلم أنی كنت تلك الليلة الماضية عند جماعة عملوا ختمة وجمعوا الفقهاء فلما قرأوا المقرؤن وفرغوا مدوا السماط فمن جملة ما قدموا زرباجة فقدمنا لنأكل الزرباجة فتاخر واحد منا وامتنع عن الاكل منها فحلفنا عليه فاقسم انه لا يأكل منها فشددنا عليه فقال لا تشددوا على فكفانی ما جرى لي من أكلها فانشدت هذا البيت
فلما فرغنا قلنا له بالله ما سبب امتناعك عن الاكل من هذه الزرباجة فقال لانی لا آكل منها الا ان غسلت يدی أربعين مرة مرة بالاشنان وأربعین مرة بالسعد وأربعین مرة بالصابون فجملتها مائة وعشرون مرة فعند ذلك أمر صاحب الدعوة غلمانه فأتوا بالماء الذي طلبه فغسل يديه كما ذكر ثم تقدم وهو متكره وجلس ومد يده وهو مثل الخائف ووضع يده فی الزرباجة وصار يأكل وهو متغصب ونحن نتعجب منه غاية التعجب ويده ترتعد فنصب ابهام يده فاذا هو مقطوع وهو يأكل بأربعة أصابع فقلنا له بالله عليك ما لابهامك هكذا اهو خلقة الله ام أصابه حادث فقال يا اخوانی ماهو هذا الابهام وحده ولكن ابهام الاخرى وكذلك رجلاي الاثنين ولكن انظروا ثم كشف ابهام يده الاخرى فوجدناها مثل اليمين وكذلك رجلاه بلا ابهامين فلما رأيناه كذلك ازددنا عجبا وقلنا له ما بقی لنا صبر على حديثك والاخبار بسبب قطع ابهامی يديك وابهامی رجليك وسبب غسل يديك مائة وعشرين مرة فقال اعلموا ان والدی كان تاجر من التجار الكبار وكان أكبر تجار مدينة بغداد في ايام الخليفة هارون الرشيد وكان مولعا بشرب الخمر وسماع العود فلما مات لم يترك شيئا فجهزته وقد عملت له ختمات وحزنت عليه اياما وليالی ثم فتحت دكانه فما وجدته خلف الا يسيرا ووجدت عليه ديونا كثيرة فصبرت اصحاب الديون وطيبت خواطرهم وصرت أبيع واشتری واعطی من الجمعة الی الجمعة أصحاب الديون ولا زلت على هذه الحالة مدة الي ان وفيت الديون وزدت على رأس مالي فبينما انا جالس يوما من الايام اذا رأيت صبية لم تر عينی أحسن منها عليها حلی وحلل فاخرة وهي راكبة بغلة وقدامها عبد وورائها عبد فاوقفت البغلة على رأس السوق ودخلت ورائها خادم وقال يا سيدتی اخرجي ولا تعلمي أحدا فتطلقی فينا النار ثم حجبها الخادم فلما نظرت الي دكاكين التجار لم تجد أفخر من دكاني فلما وصلت الى جهتی والخادم خلفها وصلت الى دكانی وسلمت علی فما وجدت أحسن من حديثها ولا أعذب من كلامها ثم كشفت عن